عن انسحاب الاحزاب من"الانتخابات" القادمة
أعلنت قناة الجزيرة انسحاب حزبي التجمع و الناصري من "الانتخابات"، و قبلهما كانت كفاية قد أعلنت انسحابها هي الأخرى. و أنا بصراحة مش فاهمة المنطق ده. أعلنت كفاية في أسباب انسحابها ان ما بني على باطل فهو باطل و لأن التعديل الدستوري الأخير باطل فانه لا وجود لانتخابات من الأصل و انها هتكون ديكور سياسي فقط.
أحترم هذا الرأي و أدرك تماما اللعبة القذرة اللي اتلعبت في تمثيلية التعديل ، و لكن سؤالي هو ما عيب اللعب على جميع الجبهات و الاستفادة من أخطاء الماضي في ظروفنا دي؟ بمعني انه عندما قاطعت الأحزاب المعارضة الاستفتاء على التعديل نشرت جريدة- لا أذكر اسمها الان للأسف- رأي فرنسي في هذا الموضوع مفاده انه لا يفهم لماذا قاطعت الأحزاب الاستفتاء و ان المعارضة الحقة لازم تنزل الشارع و ما تسيبوش فاضي للحكومة و تفضل في موقف سلبي...ا
طبعا غاب عن هذا الرأي الكثير من وقائع هذا الاستفتاء و أهمها أن السؤال الذي كتب في البطاقة كان خادعا- وهو ما دفع الأحزاب للمقاطعة في نظري- لأنه ممكن أكون موافقة على مبدأتعديل الدستور لكن رافضة الصيغة المقترحة من مجلس شعب الحكومة وماقدرش أوضح ده في البطاقة. و مع ذلك فالرأي الفرنسي يطرح رؤية مهمة جد ا لازم نستفيد منها و هي رؤية الدول الغربية للمعارضة و طريقة عملها خاصة اننا يهمنا الضغط الخارجي في الحالة دي-و مش لازم ضغط أمريكا أقصد هنا الضغط الأوروبي-لأن التجربة أثبتت ان الحكومة ما بتسمعش الشعب ولا بتحترمه انما بتخاف أوي على صورتها بره.
لو الأحزاب فعلا عايزة تنسحب ، تنسحب بس تلعب سياسة صح و تفضح الحكومة الأول. أتصور أن الأحزاب و الحركات المعارضة في الفترة الجاية تركز على مرشح واحد محترم ببرنامج شامل متفق عليه مع خلق حالة من الزخم في الشارع مع اقتراب الانتخابات، مظاهرات.. بيانات..فضائيات، يعني كل وسائل الضغط الممكنة للمطالبة باشراف قضائي كامل على الانتخابات مع الاستعانة باشراف أوروبي ان أمكن عشان نسد على الحكومة كل فرص التزوير الممكنة... و يفضل الضغط شغال و يكبر يوم بعد يوم لغاية مثلا يوم 5 أو 6 سبتمبر، وقتها لو الحكومة كانت لسه ما ستجابتش للمطالب يعمل مرشح المعارضة مؤتمر صحفي كبير يعلن فيه انسحابه المفاجئ لعدم التزام الحكومة بالضوابط المطلوبة مع تقديم ملف كامل عن تزويرات يوم الاستفتاء عشان العالم ساعتها يفهم مبررات الانسحاب
بالشكل ده الحكومة فعلا هترتبك و تتفضح قدام العالم و الشارع مش هيسكت على نتيجة الاستفتاء الديكور، و لأن وقتها هيكون المرشح قدر يكسب ثقة من العالم أو على الأقل هيكون اتعرف كواجهة للمعارضة، لذلك كلامه و مؤتمره الصحفي و فضحه لتزوير الحكومة في نتائج التعديل هيكون له مصداقية على الفضائيات، مش هتبقى الحكاية أصوات متناثرة من هنا و هناك بتعارض و خلاص... لأ جبهة واحدة قوية ممثلة في شخص و احد
الانسحاب المبكر من دلوقت بيرسل رسالة واحدة بس للعالم اننا فعلا معارضة على الورق بس، معارضة مراهقة ليس في استطاعتها تقديم مرشح واحد ينافس مبارك، معارضة بتسيب الساحة و تجري و قت الجد وو قتها محدش يقدر يلوم الأخ رئيس الوزرا لما يقول اننا "غير ناضجين سياسيا".
2 Comments:
At 7/23/2005 6:25 AM, Blogger said…
Set up a protest against terrorism tomorrow in the streets of Cairo. Do it. Call everyone you know, join together, link up this Egyptian blogosphere and to the streets.
Karim Elsahy
www.onearabworld.blog.com
At 7/25/2005 5:12 AM, arabesque said…
دا كان ردي على تعليقك في مدونة "واحدة مصرية"، نقلته هنا في حالة لو ما كنتش قريته هناك وشكرا على الزيارة:)
واحد مصري
الحقيقة ردك علي بانه فعلا مفيش أحزاب معارضة في مصر هو الرد الكابوس اللي كنت خايفة منه خاصة بعد أداء رؤساء الأحزاب امبارح في برنامج "حالة حوار" . للأسف الأحزاب فعلا ضعيفة و دا اللي خلي الناس تلتف حول حركة كفاية بس كفاية لسه ماقدمتش البديل اللي عندها و الالية اللازمة لتحقيقه
بالنسبة للأسماء أنا متفقة مع
tawtaw
ان الأسماء كتير ، المهم فعلا ان يكون فيه نية حقيقية للتحرك و رغبة للتغيير عند الأحزاب عشان تقدر تسمو فوق خلافاتها و تتفق على اسم واحد - و بالفعل الأفضل انه يكون شخصية مستقلة غير منتمية لحزب معين_ و مع ذلك مش عارفة ليه أول ما فكرت في اسم مرشح جيد للرئاسة نط في دماغي اسم حمدي قنديل.
اسم محترم ، واجهة معروفة كويس للناس الغلابة و دا عامل مهم، كمان اذا كان فيه أي اعتراضات عليه لازم يكون في دماغنا انه مش هيفضل زي ما مبارك فضل كده..لأ أي حد هيجي بعد مبارك هييجي عشان يغير الدستور و يرسي قواعد ديمقراطية سليمة لأن الناس مش هتقبل بأقل من كده أول ما يتحقق بس أملهم في ازاحة الحكم الأبدي المؤبد المستمر من 24 سنة
عشان كده الشروط اللازم توافرها في أي مرشح للمرحلة الانتقالية القادمة مش كتير أهم حاجة النزاهة و انه يكون شخصية محترمة لا غبار عليها و انتمائها الفكري المؤيد للتحول الديمقراطي
Post a Comment
<< Home