seeking freedom

"There is only one good definition of God: the freedom that allows other freedoms to exist." John Fowles

Thursday, January 06, 2011

هامش

يبدو إن قدرنا إننا نفضل نؤكد على البديهيات و نعيد و نزيد فيها ممارسين هوايتنا الاثيرة في الجري في المكان

جايز ده سبب إننا هنفضل في مكاننا و مش هنتحرك لقدام

لما حصل تفجير إسكندرية كنت باستعد للنزول لحضور حفلة رأس السنة عند سيدة يهودية عاشت في مصر لسن تمانتاشر سنة و خرجت مع اللي خرجوا

شفت أول ندف الخبر و نزلت رحت الحفلة و طبعا مافتحتش بقي عن اللي حصل

اكتشفت في الحفلة إن معظم الموجودين يهود و لما كنت بأسأل زرتوا مصر قبل كده كانت الإجابة بتلقائية لأ بس زرنا إسرائيل - على أساس إنهم جيران يعني.

في الوقت اللي الناس ابتدت تبدل صورها ع الفيس بوك لصورة الهلال مع الصليب كان رد فعلي الأول

.....................

لأسباب كتير أولها إن ده مش هيغير حاجة

ثانيها إن ده حصل قبل كده وقت حادثة نجع حمادي و ما غيرش حاجة

تالتها لأن المفروض بعد 92 سنة من ثورة 19 المفروض إننا نكون بنعدل على رمز الهلال و الصليب...يعني اكتشفنا من كام سنة - كان اكتشاف جديد بالنسبة لي على الأقل- إن فيه بهائيين في البلد و إنهم عايشين فيها من زمن و لهم جذور و احنا بس اللي ما كناش نعرف... ومن نوافل القول – أو جايز هي مش صدفة ولا حاجة و حقيقة تستحق الوقوف عندها- إن المعرفة الجديدة صاحبها حرق بيوت البهائيين في سوهاج

يعني المفروض نكون بنعدل على الشعار ده و بنقول إن مصر لكل المصريين كل على حسب دينه...وإن البلد دي مش بتاعت حد لوحده لا لها أصحاب أصليين و لا أصحاب باسم الدين

إنما لأ إزاي؟

إذ أفاجأ إن فيه أصوات – يارب يكونوا قلة مندسة- عايزين يشيلوا الصليب راخر و خليها هلال بس

طبعا بعد شوية الهلال ده هيتقسم خمسمية حتة و كل حد هيطالب بإن الحتة بتاعته هي بس اللي تفضل

أنا كإنسانة مصرية ببساطة باحتمي في التنوع اللي موجود في مصر

أنا فاهمة ده بالذات كويس أوي و أنا هنا في نيويورك...مدينة كوزموبوليتانية تانية حسيت فيها بألفة لأنها بتفكرني بتنوع القاهرة لكن على مدى أوسع و أكبر و أكثر إبهارا و تنظيما – و للأسف مضطرة أقولها – و أكثر نظافة.

بغض النظر عن الحماية اللي باحسها في التنوع خضني و أذهلني المنطق اللي بيحكم العقليات اللي خرجت تقول الكلام ده

مبدئيا من قال إن رفع الصليب مع الهلال معناه تغيير عقيدة المسلمين؟

من نصبهم أصلا حماة للعقيدة؟ و من امتى كان مفهوم العقيدة بالهشاشة دي؟

من امتى إظهار الاحترام لعقائد الآخرين معناه نقص في عقيدتي أنا؟

أنا عارفة إن ده محتاج إيمان قوي و عقيدة حقيقية....لكن برده فاهمة إن معناه أشتغل على عقيدتي مش أروح أطلع هشاشتي و عقدي على عقائد الآخرين

هما الناس دي ما درستش تاريخ في مدارسنا – اللي حالتها حالة مش معترضة إطلاقا- زي ما درسنا و لا إيه؟

ما يعرفوش تاريخ رمز الهلال و الصليب من أيام ثورة 19؟

ما يعرفوش إن المصريين احتموا بالرمز ده لما الاحتلال حاول يفرق بينهم على أساس استقطاب المسيحيين باسم وحدة الدين ناحية الاحتلال الإنجليزي؟ اشمعنى وقتها مطلعش حد يكفر الناس دي من الجانبين؟

و لو طلع فالتاريخ علمنا إن الأصوات دي هي اللي بتتكنس في مزبلته و محدش بيفتكرها

بس من يتعلم الدرس؟

الأسوأ هو تفريغ العقل البشري من قدرته على الخيال و الفهم متعدد المستويات للرموز و السياقات المختلفة. الصليب كرمز مستخدم في الكنيسة له معنى يختلف عن الصليب مرفوع مع الهلال على علم... سياقات مختلفة و مستويات مختلفة للمعنى المفروض إن ربنا لما كرمنا بنعمة العقل أعطانا القدرة دي على التمييز و المفروض نحتمي و نحتفي و نؤمن بها مش نفرغها من معناها و ندعي إننا أغبياء و لازم لازم هنفهم غلط

يعني إذا كانت عقولكم بهذه السذاجة فعلى الأقل خافوا و اختشوا إنكم تدّعوا على الله مثل هذه السذاجة في الفهم والتقدير

تغيير الصورة مش جهاد ولا هو الموضوع أصلا

لكن للأسف أصبح قدرنا كل مرة إنه لازم نرجع للمربع رقم واحد و نؤكد على البديهي و نعيد و نزيد فيه

6 Comments:

Post a Comment

<< Home