seeking freedom

"There is only one good definition of God: the freedom that allows other freedoms to exist." John Fowles

Sunday, August 21, 2005

The Interpreter

ده عنوان فيلم نيكول كيدمان و شون بين اللي اتعرض في مصر من تلات شهور تقريبا. كان في عز شغل سنة التمهيدي و ضغطها النفسي ومع ذلك كان نفسي أشوف الفيلم أوي لأني بحب شون بين بتمثيله و مواقفه السياسية الجميلة و كمان كيدمان. وفعلا في يوم أحد و كان اخر ميعاد لتسليم بحث من الأبحاث، سرقت نفسي و طلعت من الجامعة على سينما شيراتون الساعة 10 صباحا ودفعت العشرين جنيه تمن التذكرة عشان أشوف الفيلم . أجمل حاجة في حفلة الصبح الفضا...السينما كلها مافيهاش غير خمسة أفراد متنطورين هنا و هناك
قصة الفيلم بتدور عن سيلفيا المترجمة الفورية في الأمم المتحدة و اللي بتسمع بالصدفة خطة اغتيال رئيس دولة إفريقي من المقرر زيارته للأمم المتحدة و بيكلف بعملية تأمينها و حماية الرئيس طبعا شون بين
من الصور الملفتة للنظر في الفيلم صورة القائد الثوري الملهم-بكسر الهاء- محرر الشعب من الطغيان..القائد الأب اللي بيتحول في كام سنة لطاغية جديد. الرئيس زواني -رئيس متخيل لدولة متخيلة- حرر شعبه ووحده من طاغية قديم و كان بطل قومي و ألف كتاب سماه "حياة محرر" بيصدره بكلام جميل جدا مفاده: صوت المدافع من حولنا يحول دون سماع أى شئ، لكن الصوت الانساني يختلف عن جميع الأصوات الأخرى ويمكن تمييزه من الأصوات التي تدفن كل شئ آخر حتى عندما يكون مجرد همس، فأقل همس يمكن سماعه أعلى من الجيوش عندما يقول الحقيقة
ولا يلبث هذا القائد أن يتحول إلى طاغية و يتهم بجرائم الإبادة الجماعية و يزرع الشوارع ألغام عشان يفجر معارضيه و بعدين يروح الأمم المتحدة عشان يخاطب العالم و يحاول يقنع ممثلي الدول أنه بيعمل كده عشان يقاوم الإرهاب الموجود في دولته. الكلام مش غريب علينا و لا على فيلم أمريكي لأن أمريكا طبعا خبيرة في صناعة الطغاة و دعمهم
الممثل اللي عمل دور الرئيس-وهو دور صغير بالمناسبة- عجوز و ملامحه مرهقة و ماشي بالعافية، و من أجمل المشاهد المشهد اللي بيظهر فيه و هو في عربيته في طريقه للأمم المتحدة و بيفتكر من 30 سنة لما جاء أمريكا و استقبلته الناس بزفة لأنه كان رمز من رموز التحرير وقتها...وبيفاجأ بكمية المظاهرات الموجودة في الوقت الحاضر من ناس بتنعته بالمجرم و مرتكب الإبادة الجماعية و المستبد ...الخ
بعيد شوية عن السياسة الفيلم فيه دفقة شعورية جامدة أوي لأنه بيتكلم عن معنى الفقد..ازاي الناس ممكن تتعامل مع حقيقة الموت لما يخطف أي حد مهم في حياتك فجأة، و لما يكون كمان فيه حد مسئول عن الموت ده. في السياق ده سيلفيا -بيتضح أن أصولها إفريقية و معظم أفراد أسرتها ماتوا في انفجار لغم من بتوع زواني وكمان لها ماضي نضالي في حروب عصابات ضد ه- بتحكي عن طقس إفريقي بتتبعه بعض القبائل لما بيتقتل واحد من أبنائها.. بعد سنة بيربطوا القاتل و يرموه في النهر من مركب و يسيبوه يغرق و أهل القتيل بيراقبوه على الشط، لو أهل القتيل سابوه يموت يبقى هيقضوا بقية حياتهم في حداد ، إنما لو أنقذوه حدادهم بينتهي لأنهم بينتصروا لمعنى الحياة وبيعترفوا بعشوائية الحياة وإنها أحيانا كتير بتكون ظالمة و غير منطقية
بيتجلى الصراع ده في مشهد النهاية لما سيلفيا تكون لوحدها مع الرئيس و قدامها فرصة الانتقام لأسرتها كلها...في اللحظة دي بتجبره يقرأ الإهداء اللي صدر به كتابه-و المذكور فوق- بتجبره يقرأ نفسه تاني من جديد ويبص على نفسه زمان و دلوقتي
ارتباط البطلة بمهنتها كمترجمة فورية تؤمن بدور الأمم المتحدة في حل مشاكل الدول بطريقة سلمية و تتعامل مع الأصوات ويهمها نقل الحقيقة لتجنيب الدول ويلات الحروب، كل ده بياخد بعد تاني أعمق في نهاية الفيلم لما الرئيس بيقرأ من كتابه..أد إيه كلمة صادقة ممكن تسكن في وجدان الإنسان و تحركه حتى لما كرهت زواني و نظامه وقررت تبعد عن حرب العصابات و تشتغل في حتة تانية، الكلمة اللي قالها في لحظة صدق مع النفس و لحظة كفاح و طني حقيقي كانت سبب في اختيارها لطريق حياتها الجديد حتى بدون قصد منها
بكتب عن الفيلم ده ليه دلوقتي؟ لأني شفته مرة تانية من يومين
كلام زرياب في مدونته عن الحاجة اللي بتقع من الناس و ماتخليهمش ناس
مناقشات حامد في مجلة "مصر مش كده" للضامن اللي ممكن يمنع أي رئيس منتخب من التحول لطاغية
مناقشات حامية مع صديق لأني مع اعترافي بكل أخطاء جمال عبد الناصرالجسيمة وكرهي لها لسه باقدره