seeking freedom

"There is only one good definition of God: the freedom that allows other freedoms to exist." John Fowles

Friday, March 16, 2007

بروفة مظاهرة

أنهي محاضرتي في الخامسة وأتجه لباب الجامعة الخلفي حائرة بين الذهاب لمظاهرة التحرير ضد التعديلات الدستورية وبين الذهاب للمنزل... أتوجه للمترو، لتكن المظاهرة إذن. أركب العربة المخصصة للسيدات ولحسن الحظ ليست مزدحمة لكن الحال لا يستمر طويلا، بتواتر المحطات تتزايد الراكبات بشكل لا يطاق. لا يوجد مكان لقدم ولكن تقفز واحدة وتعطينا ظهرها في محاولة لإيجاد مكان ما . أشعر بالضيق والاختناق، ثم بالذنب. لم تفكر إحداهن في انتظار المترو القادم والتمتع بركوب آدمي بعض الشيء، فالكل رضي بما هو أقل حتى من المتاح...وبكامل إرادته
تستمر الرحلة وتتابع في ذهني أسباب تفضيلي للمواصلات الأخرى على المترو، وأتابع بعض الراكبات حتى أصل لمحطة السادات. في المحطة تأتيني مكالمة التحذير من أبي: كل بلاطة عليها لواء حتى مش ضابط...أعرف منه أنه هناك ويخبرني بألا أذهب. أجلس قليلا لأفكر وألاحظ السيدة الشابة التي تحمل طفلا وتجر أخرى التي انحشرت في المكان الرخامي الضيق بين الكرسي الذي أجلس عليه والآخر الذي تجلس عليه أخرى. ربما كانت تطمح في أن أتخلى لها عن الكرسي أثناء انشغالي بالمكالمة. لدقيقة أخرى أفكر فيما سأفعله وأقوم، قررت أن ألقي نظرة على مايحدث فوق الأرض بنفسي. فور خروجي من المحطة -أشعر فورا بوجات التوتر في الجو ، من بعيد تبدو قوات الأمن متمركزة أمام مجمع التحرير بشكل مخيف محيطة بشئ ما، أما المكان حولي فيكتظ برجال الأمن وأكتشف أني أستطيع تمييزهم رغم الملابس المدنية...تواجد أمني كثيف وغير مسبوق رغم يقيني أن المتظاهرين لن يتجاوزوا مئات قليلة. أحاول استطلاع الوضع من مكاني فلا أتبين شيء سوى التوتر والتوتر غير المرئي والحارق للأعصاب. أسير قليلا في أول طلعت حرب، اثنان يحاولان استطلاع أي شيء فلا يستطيعان ، شاب يضع ذراعه على كتفي فتاة ترتدي إسدالا وتأكل الآيس كريم... أفكر ترى هل يستطيع فعلا حمايتها؟ مم سيحميها بالضبط؟ وأين ستقف حدود الحماية المزعومة عاجزة؟ أكمل المسير وألاحظ وجود عربات الأمن المركزي في كل شارع جانبي...أفكر في تناول الغداء و أذهب للمطعم بالفعل لأجده مزدحما، أخرج صافعة الباب خلفي وأشعربراحة داخلية خفية
تأخذني قدماي لميدان طلعت حرب. الأربع جهات محتلة بتجمعات لجنود الأمن المركزي التي لا تحاصر أحدا، فقط تقف متأهبة متشحة بالسواد منصوبة مصلوبة في منظر رادع لأي أحد بالاقتراب. أرتبك من المنظر وألجأ لمكتبة الشروق، أجد ورقة بيضاء معلقة تعلن أن المكتبة في حالة جرد من 15/3 حتى 18/3. أيعقل أن يكون تواطئا؟
في شرفة مكتب حزب الغد يقف اثنان أو ثلاثة برايات برتقالية. أدخل في شارع بجوار جروبي والضابط يوجهني ومن يعبر الطريق معي: من على الرصيف. في الثلث الأخير من الشارع ترتفع بناية عالية حمراء، يقف فيا شخص وتلتمع عدسة جهاز في يديه ثم يختفي...أتسائل ثانية ألهذا علاقة بالأمن؟ ماذا يستطيع أن يلتقط من صور و المسافة بعيدة جدا ويوجد ما يحجب الرؤية عن بنايته؟
أقرر الذهاب للمنزل...لن أركب المترو هذه المرة. في طريقي أتأكد من الاحتياطات الأمنية أكثر فأكثر، دولة خوف فعلا...لهم ولنا
في المنزل أشاهد أحد الصحفيين المصريين على قناة الجزيرة يعلق على هجوم أعضاء منظمة مراسلين بلا حدود على القسم الخاص بمصر بمعرض بمعرض السياحة العالمي بفرنسا. أشاهده يؤكد على حرية الصحافة في مصر، وعلى أن اليوم شهد تظاهرة لكفاية في ميدان التحرير دون أي تعرض أو مساس بالمتظاهرين...بينما شريط الأخبار الأحمر تحته يؤكد: اعتقال 32 فرد في مظاهرة لكفاية

8 Comments:

  • At 3/17/2007 6:30 AM, Blogger KING TOOOT said…

    يا أرابيسك
    ما هي دي هي ثقافة المعتقلات إللي بقينا عايشين فيها ، و حكومتنا بتأكدها لنا يوم بعد يوم
    الحواجز إللي على كل رصيف و الحديد إللي في كل مكان و الأمن الموجود طول الوقت بدون داع أو سبب أو حتى وظيفة واضحة نفهمها أو نقتنع بيها و أسلوب تعامل الأمن ده مع المواطن ( أقصد أفراد الرعية ) كل ده بيأكد ثقافة المعتقلات السائدة الآن عند الحكومة و إللي بدأت كمان تبقى سائدة بين الناس بحكم التعود و الإستكانة
    على رأي أحمد فؤاد نجم
    _____________
    كل عين تعشق حليوة
    و إنتي حلوة في كل عين
    يا حبيبتي أنا قلبي عاشق
    و إسمحي لي بكلمتين
    كلمتين يا مصر يمكن
    همّا آخر كلمتين
    حد ضامن يمشي آمن
    أو مآمن يمشي فين
    __________
    تحياتي
    KING TOOOT

     
  • At 3/20/2007 6:05 AM, Blogger arabesque said…

    أنا عارفة يا توووت

    لكن ساعات كده بتكتشف فرق كبير بين إنك تكون عارف حاجةوإنك تصطدم بها وتحسها فجأة

     
  • At 3/22/2007 8:06 PM, Anonymous Anonymous said…

    قال صلاح جاهين رحمه الله:
    راجعين بقوة السلاح
    راجعين في بحر من الدما
    راجعين كما رجع الصباح
    من بعد ليلة مظلمة

    لن يعود الصباح إلا بعد أن نخوض في بحر من الدماء..ليست هناك وسيلة أخري، أما الذين يأملون في التغيير السلمي فلن يجنوا سوي الفشل
    حظا أطيب في المظاهرة القادمة يا أرابيسك

     
  • At 3/24/2007 8:59 PM, Blogger شغف said…

    بروفة مظاهرة
    لأننا عايشين غالبا في بروفة حياة

    لما نقدر نطلع من بروفة الحياة ، يمكن بروفة المظاهرة تبقى فعل بحق و حقيقي


    لنا الله

     
  • At 3/25/2007 9:38 AM, Blogger arabesque said…

    anonymous
    الحقيقة أنا اتخضيت بس من قراءة التعليق. المشرحة مش ناقصة جثث، ماظنش البلد ممكن تستحمل عنف عسكري خاصة لو دخلنا في شكل من أشكال الحرب الأهلية
    احنا عايزين تغيير عشان نعرف نعيش مش العكس وبرغم إن لازم ندفع تمن عشان التغيير إلا إن العنف مبدأ مرفوض والأسوأ إنه يبدأ من ناحية الطرف اللي أساسا عايز إصلاح
    لغة الدم لما بتدخل في النص ما بينفعش نرجع لصيغ تفاهم تانية

    شغف

    متفقة معاكي
    كنت لسه بأفكر إننا عايشين وكأننا بنتفرج على حياة ناس تانية مش حيواتنا إحنا اللي المفروض لنا سيطرة وتحكم فيها
    وإن أكتر حاجة جايبانا ورا غياب أي استعداد لمبادرات فردية مع تحمل مسئولية وعواقب المبادرات دي

    نورتي

     
  • At 6/17/2009 6:33 PM, Anonymous Anonymous said…

    This comment has been removed by a blog administrator.

     
  • At 10/17/2009 4:36 PM, Blogger sifaw said…

    هذا حال كل البلدان العربية لانها تؤمن بالدمهراوية بدل الديمقراطية طبعا،

     
  • At 1/21/2010 8:40 PM, Blogger وتلومني فيك said…

    This comment has been removed by a blog administrator.

     

Post a Comment

<< Home