seeking freedom

"There is only one good definition of God: the freedom that allows other freedoms to exist." John Fowles

Saturday, June 23, 2007

يوميات: عن البرغوثي والسينما و الختان وأشياء أخرى

1-
كان اختيار ذكي فعلا أن يخصص آخر جزء من حلقة السبت اللي فات من "العاشرة مساء" للحديث عن مروان البرغوثي واستضافة الكاتبة سهام ذهني اللي ألفت كتاب عنه...كان ذكي لأن في وسط كل المهزلة اللي بتحصل بين فتح وحماس في فلسطين وسط فساد واحدة وغشومية التانية، وشماتة الأخوة العرب في التجربة الديمقراطية الوحيدة في المنطقة - اللي إمعانا في الحسرة و النكاية جاءت في الدولة المتعبة المحتلة مش في دولة بقى لها خمسة وعشرين سنة على الأقل ترفل في نعيم السلام مثلا- ومحاولة كل واحد فيهم إنه يدور له على موضع رجل ييجي له منه مكسب من المصيبة الجديدة، وكمان حالة فقدان الإيمان اللي أصابت الناس...وسط كل ده اختاروا في العاشرة مساء إنهم يفكرونا بمهندس الانتفاضة التانية الموجود في السجن و المجمع على نظافته بين كل الفصائل. الأجمل إن التذكرة كانت بالصوت لأن سهام ذهني كان معاها تسجيلات لمكالماتها معاه أثناء كتابتها موضوع في ذكرى الانتفاضة الأولى
أول شيء أكد عليه البرغوثي كان وحدة الفلسطينيين وأنها أهم أسباب نجاح الانتفاضة وأن كسر الوحدة هو أهم أهداف العدو وبالتالي هي أول شيء يجب الحرص على تماسكه...مش غريب إن القبض على البرغوثي و السيطرة عليه يكون هدف إسرائيل الأول
البرغوثي كلم أولاد سهام في التليفون لما حبوا يسلموا عليه...قابل حماسهم للجهاد والذهاب لفلسطين بامتنان لكن فهّمهم واجبهم الحقيقي في اللحظة دي: إنهم يذاكروا ويتعلموا لأن الصراع مع إسرائيل صراع تاريخ وحضارة في المقام الأول
بذكاء تسأل منى الشاذلي: وكان رد فعل أولادك إيه؟
بابتسامة ترد سهام: اتصدموا طبعا...لكن هو عنده قدرة على ترشيد الحماس والاندفاع
بتقول سهام إنها وهي بتكتب الكتاب اكتشفت إن الرغوثي مش البطل الوحيد اللي نشأ في بيئة بمفرده وحواليه كومبارس، لأ كل من حوله يصلح قصة لكتاب بمفرده
اتكلمت عن فخر البرغوثي، فدائي مقاوم دخل السجن الإسرائيلي لم ير أولاده أو يسمع كلمة "بابا" إلا بعد سبعتاشر سنة وفي السجن مش بره...تصلح فيلم مش كده؟
افتكرت إنه خرج بعد السبعتاشر سنة أو أولاده تمكنوا من تحديد مكانه و زيارته أخيرا...لأ القصة فاقت خيالي
نشأ الأولاد والأب مجرد صورة معلقة في البيت زي حال كتير من البيوت الفلسطينية ، إنما كان نفس الاختيار ونفس الطريق ونفس المصير...اتقبض على الابن ودخل السجن، وبالصدفة البحتة طلع نفس السجن
لغاية النهاردة فاكرة نشرة الأخبار اللي أذاعت نبأ القبض على البرغوثي، وفاكرة قبضة قلبي وقتها . فيه ناس ما ينفعش تتنسي
..........................................
2-
أسبوع من تصحيح ورق الإجابة
حالة من الملل والضيق والاكتئاب و التوتر لدرجة إن كتافي اللي كانوا بدأوا يتحسنوا وتخف آلامهم رجعوا كلبشوا في بعض تاني من"الكفية" على الورق. افتكرت دكتورة في سنة التمهيدي ماكنش عاجبها شغل الطلاب وقفت تقولنا أنا ضيعت ساعة من حياتي في كل ورقة من دول- ساعتها انتبهت إن عندها حق في موضوع الوقت وحياتنا وبيروحوا في إيه بالضبط لأني مش باحسب الوقت بالشكل المنضبط ده ولسه الوقت عندي من غير حساب
قلت بتذكر وأسف: فعلا أسبوع عدى كده من حياتي قضيته بس في تصحيح ورق
بص لي أخويا ورد: أسبوع راح في إقامة العدل بين الطلبة
حاجة نورت من جوه وبصيت له وابتسمت
.........................................
3-
الأسبوع اللي فات خرجت مع صديقتي اللي جاية من سفر وقلنا ندخل سينما
نزلنا وسط البلد على أساس السينمات كتير وبالتالي الاختيارات متعددة.اقترحت ندخل "خمسة وأربعين يوم" ما وافقتش لأني واخدة موقف أخلاقي من الفيشاوي باشا...عادي إنك تغلط مهما كبرت الغلطة إنما تكذب وتخدع وتصر على الغلط لما يكون الضحية شخص فعلا لا حول له ولا قوة وحتة منك
المهم مالقيناش إلا "تيمور وشفيقة" في سينما ميامي..ماشي على الأقل هيبقى فيه شوية تمثيل حلوين
طبعا سينما ميامي دي تجربة لوحدها كده قائمة بذاتها، الراجل على الشباك طلب بقشيش -عادي بتحصل في سينمات تانية- حاولوا يقعدونا في الكافتريا -بتحصل برده- واحد قابلنا على الباب ومد إيده، افتكرته الأخ اللي هيقعدنا ..دخلنا من غير ما يدخل معانا وألاقي الرجل اللي هيقعدنا جوه منتظر هو كمان...وفي وسط الفيلم ألاقي واحد داخل بكانز بيبسي وفانتا ومش عارف إيه عايز يديهالنا ومعرفش إيه النظام وبفلوس ولا إيه، عموما أنا قلت له لأ مش عايزين
المهم الفيلم : لقيت موسيقى عمر خيرت وقصة تامر حبيب فاستبشرت خير وقل يلا شكله حلو أهو. الموسيقى رائعة فعلا، والفيلم لطيف كوميدي ، في البداية حسيت الحبكة مش معتمدة على البناء التقليدي خيوط بتوصل لعقدة محتاجة حل...الفيلم على وتيرة واحدة ومشكلة واحدة من أوله لآخره، السقا/تيمور ضابط شرطة حمش جدا ومش عارف إيه ومنى/شفيقة بنوتة أوي وعاجبها كده ومواقف كوميدي ...ماشي شغال
تستمر الأحداث وهي تبقى وزيرة رغم إنها صغيرة جدا - إنما جميل راتب يظهر في دور رئيس الوزراء غالبا ويفكرنا إن الدولة دلوقتي بتشجع الشباب الكفء جدا وكده يعني- ويبقى هو الضابط المسئول عن حراستها
المهم شوية وتتعقد الأمور ويتضح إن تيمور متأزم من الوضع وإنها لو ماستقالتش من منصبها مش هينفع يتجوزوا لأن مثلا لو حصل واتعزمت على فرح رئاسي كده، هيقعد هو معاها بصفته الزوج ولا هيطلع بره يوقف مع زملائه بصفته ضابط حراسات لوزير ما؟؟؟ لأ سؤال محير فعلا
المهم هي تصر على شغلها، وده تهديد صريح إن الفيلم مش هينتهي بنهاية سعيدة للأبطال والجمهور والمنتج والشباك... فإيه بقى تحصل محاولة اختطاف ويبتدي الجزء الأكشن في الفيلم - ده كويس للشباك برده- وينقذ تيمور شفيقة، وتتعلم شفيقة من محنة الاختطاف وتتنازل عن الوزارة ويخلص الفيلم على الفرح وخناقة كوميدية تانية: يا ترى هتشتغل بعد الجواز ولا لأ
الحقيقة من ساعة ما بانت المشكلة وبقى الحل إنها تسيب الشغل أو تخسر حبيبها وأنا توترت وحسيت الفيلم مش معدي على خير، نبهت صديقتي قالت لي: لأ لأ أعتقد تامر حبيب متفائل أكتر من كده، إنما خلف ظنها وأكد ظني وخلاها تسيب الشغل في النهاية، رغم رأيها القوي جدا اللي قالته للبطل في لحظة انفعال " يعني أنا اللي لازم أسيب شغلي رغم إني ناجحة واللي زيي قليلين وفيه منك كتير عشان يحموهم"ا
صديق قالي: النهاية مناسبة لشخصية شفيقة وعلاقتها بتيمور طول الفيلم
كان رأيي: صحيح ولو في الحياة العادية هو اختيار هي حرة فيه وكل واحدة حرة فيه، إنما لما بتكون بتعمل فيلم في مجتمع فيه أفكار متخلفة كتير جدا يبقى فيه هنا مسئولية، مش لازم تدوس بقى على الأفكار دي وتنتصر لها في النهاية بدل ما تحاول تغيرها
تخيل بقى كل واحد داخل مع خطيبته ولا حبيبته الفيلم، هي دي الرسالة النهائية... تيمور غالبا هيخليها تشتغل في نهاية أو ما بعد نهاية الفيلم زي ما وافق على شغلها قبل كده ولأنه -طبعا- بيحبها، إنما افتكري يا ماما: الشغل مسموح آه، إنما تعلي عن مركز جوزك لا ياختي بلاها الشغل وقرفه
..........................................
4-
تابعت على العاشرة مساء لقاء مع أم وزوجة "الجاسوس" المتهم في قضية تسريب أسرار هيئة الطاقة لإسرائيل. آه هو حكم قضائي وقرار محكمة المفروض مبني على أدلة ووقائع -رغم علامات الاستفهام الكثيرة- إنما باتكلم عن لعبة السياسة هنا
الرجل ده ضحية مثالية لازدواجية سياسات الدولة المصرية الحالية، وبصراحة أنا باتعجب من دولة بتقول إن إسرائيل صديقة وبتتوسط عندها وتستقبل ممثليها وبعدين تدين واحد صدق الكلام ده ووافق يدرس هناك ...بأي وش يعني؟؟
الدولة لعبت على وتر عدم التطبيع اللي هو أساسا يهم الشعب والرأي العام مش الدولة نفسها، وكسبت القضية
الأم انهارت وفي رسالة مفتوحة قعدت تترجى مبارك وتحلّفه بأولاده جمال وعلاء ودعت ربنا إن جمال يقود الشباب في مشهد هستيري صعب جدا، لأنه في نظرها من في إيده الحل و الربط ...بلد مؤسسات فعلا
........................................
5-
محمود سعد في برنامجه "اليوم السابع" كان بيكلم الأخ صفوت حجازي في مداخلة على التليفون
وصفوت حجازي لمن لا يعرفه شيخ من شيوخ الفضائيات كان بتاع دوشة فتوى المايوه وفتوى تانية عن قتل المدنيين...المهم إني سمعته أكتر من مرة بيتكلم وكل مرة يتأكد رأيي فيه. كانوا بيتكلموا عن فتوى تحريم ختان الإناث للمفتي وكان رأي حجازي أنه ليس مع التحريم لأن الأئمة الأربعة أجمعوا أنه مش حرام
محمود سعد: احنا أصل الناس عندنا طيبة وبتصدق كل حاجة ونسبة الأمية عالية وأعتقد دي معلومات مش جديدة على حضرتك ولا إيه؟
حجازي: أيوة طبعا
محمود سعد: المشكلة إن كل واحد منكم بيتمسك برأيه على أنه الحقيقة المطلقة مش يقول ده رأي وده رأي و الناس أحرار
حجازي: ده مش رأيي
محمود سعد: أيوة أقصد الرأي اللي وصل له عن طريق بحثه
حجازي: ده رأي الأئمة الأربعة
سعد: يبقى انتم كده ناقلين ولستم مجددين... يبقى الإسلام فيه رجال دين ولا علماء دين
حجازي: لأ علماء إنما اللي يقدر يقول إن عنده العلم الكافي يبقى يحرم ويخرج على الأئمة
سعد: يعني في رأيك المفتي ماعندوش العلم الكافي
حجازي: (ما معناه) محدش عنده العلم الكافي اللي كان موجود في الثلاثة قرون الأولى وبالتالي يؤهله للفتوى بالتحريم
سعد: يبقى انتو بتنقلوا بس مش بتجتهدوا
حجازي: أيوة
بغض النظر عن المفتي وفتاواه المتناقضة من ناحية درجة العقلانية وطريقة التفكير، وعن غيظي من محمود سعد في البيت بيتك، وعن رأيي في حجازي و آراؤه المتخلفة المحافظة ...كويس إن سعد انتزع منه اعتراف إنه ناقل و فقط، وكويس إن عنده شجاعة الاعتراف بده
إنما مش عارفة إذا كان ده كفاية عشان الناس تعمل عقلها وتعيد التفكير في جدوى الاستماع لفتاوى من أشخاص بينقلوا أحكام من حداشر قرن دون أي محاولة للنظر لنتائج أبحاث علمية جديدة أو حقائق زمنية ومكانية -زي مثلا إن مفيش ختان لا في السعودية ولا إيران لكن فيه في دول أفريقية غير مسلمة - ولو حتى من باب الاستفادة من التغييرات اللي حصلت في العالم في كل القرون دي

Tuesday, June 05, 2007

Unforgotten & Unforgettable