seeking freedom

"There is only one good definition of God: the freedom that allows other freedoms to exist." John Fowles

Monday, October 31, 2005

يابلاش

قضت المحكمة القطرية بمعاقبة سعود بن سلمان بن سعود آل ثان المتهم الرئيسي في حادث السباق بطريق مطار القاهرة والذي راح ضحيته خمسة قتلى و11 مصابا بالحبس سنة وإلزامه بدفع 150 ألف ريال قطري "دية" لورثة كل ضحية..وأرجأت المحكمة الفصل في الدية بالنسبة للمصابين حتى تستقر حالتهم..وعلمت الأخبار أن النيابة العامة في دولة قطر سوف تطعن على الحكم أمام الاستئناف
الأخبار- الأحد 30 أكتوبر2005
........................................................
جملة عجبتني قالها عمرو خالد في حلقة فتح مكة في برنامجه "على خطى الحبيب" على قناة اقرأ
قال: لما تصلًَح من تحت...الأصنام بتقع لوحدها
ياترى كان يقصد الأصنام اللي فوق الكعبة فقط؟

Sunday, October 16, 2005

كلمة السر:النظام

تضمن تعليق أحمد على التدوينة السابقة سؤال عن مدى مسئولية ضحايا حادث المطار عن اللي حصل لهم، وهل فعلا ممكن اعتبارهم مشتركين في الجريمة. والسؤال فكرني بكلام المحترمين اللي طلعوا قالوا إن حريق بني سويف مسئولية ضحاياه ،ونسيوا كمية الاهمال والاستهتار في التعامل مع الحريق و اللي زود عدد الضحايا بشكل مخيف. وفكرني كمان برأي طالب جامعي شاف إن أمن الجامعة اللي بيضرب المتظاهرين بيضربهم عشان أعمال الشغب وتحطيم المنشآت لما كنا بنتناقش عن المظاهرات الأخيرة اللي بتطالب بجامعة حرة. للأسف احنا أجدع شعب يلقي باللوم على الضحية قبل ماندور على حقوقها من كتر ما اتدمرنا من الداخل و اتلعب بمفاهيمنا عن حقوقنا وواجباتنا
أولا: لما يبدأ السباق اللي تم في وسط الشارع بسباق على صغير كده بين موتسيكلين شرطة، ويكون السباق في حراسة الشرطة مع ظهور كلام قوي عن احتمال وجود تصريح من وزارة الداخلية بالسباق، لما يكون كل ده موجود ولا أجدعها كولومبو يقدر يخمن إن السباق ده ضد القانون. لما تكون السباقات بتقام بشكل منظم كل خميس رغم اعتراضات كتيرة في الجرائد وفي شارع رئيسي زي ده- يعني مش بعيد عن عين البوليس- يبقى الشريك الحقيقي في الجريمة هو النظام مش الضحايا. إبراهيم عيسى كتب مقال بديع عن دور النظام و الحكومة في تأصيل ظاهرة الفساد في البلاد...يعني ازاي بيسهل و يغض النظر عن الرشاوي الصغيرة من أول المصالح الحكومية لغاية فوق عشان يقتل النخوة في الشعب كله و يبقى الكل مجرم، وبالتالي ماحدش يقدر يحاكم حد أو يبلَغ عن حد.يعني مفاهيم الجريمة و الاشتراك في جريمة و التستر على جريمة أصبحت ملتبسة في مصر بشكل غريب ، ولا أعتقد إن حد في اللي ماتوا كان في دماغه إنه بيشارك في جريمة وهو بيتفرج
ثانيا:السباق كان فرصة للشباب يتفرج على العربيات الجديدة اللي بيركبها ناس في نفس أعمارهم ...ودي مش جريمة تستحق الموت
أول حد المفروض يتحاكم فعلا هو 1-النظام ممثلا في وزارة الداخلية 2-و المسئولين عن السباق وعن تهريب المتهم القطري ( محاكمة رقم 2 كان المطلب الأول لأهالي الضحايا)ا
وإذا كنا بندورعلى مسئولية فردية بعيدة عن النظام في الحادثة دي، غلطة نجلد بها نفسنا عشان نتعلم، حاجة الناس تقدر تبدأ منها و تصلح نفسها عشان مايتكررش اللي حصل... فهتبقى مسئولية المبدأ العتيق بتاع "خلينا ماشيين جنب الحيط عشان نربي العيلين" لأنه خلانا ساكتين على نظام زي ده

Saturday, October 08, 2005

"هي مصر فين؟"

لأني عايزة أكتب عن حادثة المطار من أسبوع و مش عارفة
ولأن أصعب شعور ممكن البني آدم يمر به هو شعور الفقد، إنك تفقد إنسان عزيز عليك...فما بالك لما يكون الإنسان ده النبتة و الأمل اللي قعدت ترويه و ترعاه و تكبره لمدة عشرين سنة عشان ييجي واحد طايش في لحظة واحدة يكسر لك كل اللي بنيته في العشرين سنة دول
ولأن فات حوالي عشرة أيام و الحكومة لاحس و لاخبر. وفيه صمت متواطئ مريب من النظام
ولأن الموت علينا حق صحيح..إنما ما ينفعش الناس تتقتل كده من غير مايتاخد حقهم
ولأن الناس الطيبة في مصر اتعودت تسكت و تمشي جنب الحيط عشان تعرف تربي العيال...قام النظام استكتر عليهم العيال، واتقتل -الرجالة- و ماتحركش حد عشان يجيب حقهم
ولأن الحادث حصل قبل مرور شهر على حريق بني سويف اللي مات فيه ناس مخلصة كتير-لسه ماتخدتش حقهم- بسبب الإهمال والتواطؤ و المناورات السياسية
ولأن فيه محاولات حقيرة للتعتيم على اللي حصل، واختزال الضحايا في شخص ضحية واحدة عشان يقللوا عدد الضحايا في وعي الناس..ومحاولات لتحويل اللي ماتوا لمجرد أرقام تضاف لرقم اللي ماتوا في المحرقة عشان مانحسش إنهم ناس..بني آدم..زيي و زيك تمام وكان ممكن نكون مكانهم
ولأن الصمت اليومين دول خطيئة
قررت وضع مقال أحمد فؤاد نجم اللي نشره في" المصري اليوم "يوم الخميس 6أكتوبر 2005-شوف المفارقة - عن عماد لطيف و أحمد عبد الرحمن هنا. الملحوظة الأساسية هنا إن التفاصيل الإنسانية في المقال مش مستوحاه من دماغ نجم، لأ دي الحقيقة اللي قالها أهالي الضحايا في تحقيقات للمصري اليوم
............................................
"هي مصر فين؟"
أحمد فؤاد نجم
من شارع طوماي باي بمنطقة الزيتون يتفرع شارع فهمي الخولي وفي هذا الشارع تزوج عم لطيف موسى نخلة واستتب و أنجب أبناءه وعلى رأسهم عماد-الباشمهندس-يقول عم لطيف: منذ سنوات طويلة وأنا أسكن هذه المنطقة وذات يوم و كان عماد في الخامسة من عمره وجدته يقف أمام باب المنزل ومعه طفل في مثل سنه، وقد تشابكت أيديهما بصورة غريبة، فشعرت بأنهما شقيقان، اقتربت من ابني و سألته: مين دا يا عماد؟
فأجاب ببراءة: ده يابابا أحمد عبدالرحمن زميلي في الحضانة وساكن في الشارع اللي ورانا
رحبت بالصغيرين ومنذ تلك اللحظة بدأت علاقتهما معا، فلم يفترقا يذاكران معا وينامان معا سواء هنا أو في منزل أحمد، وقد فرضت صداقة الطفلين على الأسرتين التقارب لحد الامتزاج، ففي الأعياد المسيحية تنتقل إلينا أسرة أحمد لنقضي أيام العيد معا وفي الأعياد الإسلامية تنتقل أسرتنا إلى منزل أسرة أحمد لنقضي معها العيد ونقتسم الفرحة معا
وروح يا زمان و تعالى يا زمان-يقول والد أحمد- لقيت لابني أخ شقيق، عماد كان ابني و غلاوته من غلاوة أحمد خدوا الإعدادية سوا والثانوية العامة سوا ودخلوا كلية الهندسة سوا وكانوا حيتخرجوا السنادي سوا- ثم ينفجر باكيا- ثم يصمت
أما والد الباشمهندس أحمد عبد الرحمن فيخرج من ذهوله لحظات ليقول: أرسلنا خطابات للرئيس مبارك أبو المصريين وأرسلنا خطابات للنائب العام ولم يسأل فينا أحد وأخيرا عرفنا أن القاتل هرب إلى بلاده، ولا حول ولا قوة إلا بالله..حسبي الله ونعم الوكيل..ثم يعود للاستغراق في الذهول
وأما جد أحمد فهو الضابط إبراهيم عبد الرحمن الذي حضر هزيمة يونيو 1967، و انتصار أكتوبر 1973، ثم خرج على الاستيداع وهو في علاقته بحفيده الباشمهندس أحمد يطبق نظرية "أعز الولد-ولد الولد" ، فهو حفيده و صديقه و حلمه الذي لم يستطع تحقيقه وهذا يفسر سلوكه الغريب بعد رحيل الباشمهندس حيث يخرج كل لياة و يجلس أمام المنزل انتظارا لعودة صديقه الباشمهندس أحمد عبد الرحمن
ا-يا عم إبراهيم انت راجل مؤمن والباشمهندس أحمد عند ربنا لأنه شهيد
ب-شهيد إزاي مش اللي قتله أمير قطري، وهو بيلعب عربيات؟
ا-أيوه مع الأسف ياعم إبراهيم
ب-طب قتله ليه؟ هو إحنا بينا وبين قطر حرب؟داحنا حتى عرب زي بعض؟
ويقول عم لطيف أبو الباشمهندس عماد: كأنه كان حاسس باللي حيجرى كان يقول ماحدش حيفرقني عن أحمد إلا الموت، دا احنا كنا رايحين أنا ووالدته نخطب له عروسة ونعملها له مفاجأة، كده برده يا عماد؟ كده برضه يا باشمهندس؟ يا ترى الفتى القطري قاتل المهندس عماد لطيف و أحمد عبد الرحمن بيعمل ايه دلوقتي في بلدهم؟ وياترى لو شاب مصري قتل اثنين مهندسين في قطر أو أي بلد نفطي شقيق كانوا حيهربوه زي ماحصل في بلدنا مع الأمير القطري القاتل؟ويا ترى الضابط اللي هرب القاتل خد كام في المقاولة دي؟
اسفخص عليكم يا خنازير واسفخص ع اللي يقول عليكم مصريين أو حتى بني آدمين
الله يرحم الشهدا ويصبر أهاليهم خصوصا عم إبراهيم اللي لسه بيسأل من يومها: هي مصر فين؟
عموما يا عم إبراهيم مصر جيَة وأقرب مما تتصور يا عم إبراهيم
....................................
خلص مقال نجم
الجزء اللي جي عن الضحية التالتة محمد عبدالسلام عبد الله العثماني 22سنة طالب خدمة اجتماعية وصاحب محل بصريات وفقد والده في رمضان اللي فات..والكلام على لسان شقيقه الأكبر أحمد "الحقيقة أنني شعرت بأن شيئا غريبا سيحدث، كنت جالسا مع والدتي في الشقة، ودخل محمد علينا بعد ماانتهى من عمله، وجد والدته جالسة، ودون مقدمات، أمسك بقدميها..قبلهما وسألها: الجنة هنا ياأمي دخليني معك..ضحكت لكن القلق سيطر عليَ، وحاولت أن أخفف حدته، لكن محمد فاجئنا مرة ثانية قائلا: أبويا وحشني قوي أنا اشتقت لحضنه، هنا تدخلت في الحوار وقلت له: انت عاوز تتجوز يا واد..وتابعت والدتي: لازم أخطب له خلال شهرين، بس نجوز أحمد..أخذنا الحديث عن الزواج و التجارة و معهد الخدمة الاجتماعية ودخول رمضان..حتى آذان الفجر، وأدينا الصلاة ودخلنا غرفتنا للنوم. اقترب مني محمد، وقال لي: مش عارف يا أحمد خايف من ايه؟" المصري اليوم-4 أكتوبر 2005