seeking freedom

"There is only one good definition of God: the freedom that allows other freedoms to exist." John Fowles

Wednesday, August 30, 2006

د.عبد العزيز حمودة...في ذمة الله


يوم الاتنين
والدي: أقولك خبر يزعلك؟
أبص له بتوجس و ترقب: خير؟
والدي: د.عبد العزيز حمودة توفى
...................
د.عبد العزيز حمودة قامة و قيمة نقدية كبيرة، سعى لتكوين نظرية عربية في النقد الأدبي في كتبه "المرايا المقعرة " و "المرايا المحدبة " و"الخروج من التيه"، بعد ما رأى أن النقد العربي ضل طريقه في ظل محاولات اللهاث خلف نظريات النقد الغربية
مش هاتكلم عن قيمة د.حمودة النقدية و الفكرية الكبيرة، لست مؤهلة كفاية للكلام من الجانب ده و كتير هايتكلموا عنه في المطبوعات الأدبية و غيرها. عايزة أتكلم عن د.حمودة زي ما عرفته كواحدة من آلاف طلابه
عن كل المشاهد اللي أفتكرتها لما سمعت الخبر.. د.حمودة اللي تقريبا ما بيختلفش عليه اتنين في قسم اللغة الإنجليزية - آداب القاهرة
عن د. حمودة في المحاضرات و انبهاري به كنموذج للأستاذ
إزاي في عز الشتا كان بيقلع جاكت البدلة و يفضل بالقميص و يبهرني بحركته النشيطة في كل مكان، نشاط مش موجود عند أي حد فينا احنا "الشباب" و رغم إن محاضرته غالبا ساعة واحدة "لظروف السن". إنما واضح وجوده على المنصة/ خشبة المسرح/المدرج كان كافيا جدا لاستخراج طاقات نشاط مهولة من جواه
عن د. حمودة و هو بيشرح لنا تأويله و تفسيره للجانب السياسي لمسرحية الملك لير
إزاي لير خلط بين دوره كأب ووضعه كحاكم متنازل عن سلطته و حكمه و بيمثل خطورة على الحكام الجدد
إزاي عشان يقرب لنا الصورة يشرح مثال بخفة دم معهودة: إنه مثلا مش ممكن يكون رئيس القسم و بنته طالبة فيه و بعدين يخرج من مكتبه لطرقة القسم عشان يسكت الطلبة و يخليهم يدخلوا المدرجات و بعدين في وسط ده يشد ضفيرة بنته مثلا أو يهزر معها
في أول محاضرة نقد في سنة تمهيدي الماجستير و هو بياخد أسمائنا و بيسأل عن جامعاتنا، ولما ييجي دوري يقول لي إنه عارف إني من آداب القاهرة لأن وجهي مألوف بالنسبة له و لو مش عارف الاسم
عند امتحان النقد الشفوي في نفس السنة...كانت إجابتي في الامتحان التحريري سيئة و داخلة الامتحان الشفوي في منتهى التوتر و باقدم رجل و أخر التانية. كان لطيف مع كل اللي دخلوا قبلي... ولما دخلت اتكلم معايا و سألني باشتغل فين و أنا عارفة إن اهتمامه بالذات لأنه عارف إن وجهي مألوف
و رده بابتسامة : معانا هنا
اعتذرت عن توتري و صارحته إني حليت وحش في التحريري
فسألني ببساطة و برغبة في معرفة عيوب الامتحان: ليه؟
و بعدين عبرعن ملله من الأسئلة المكررة و يسألني عن شيء مختلف شوية و منه لسؤال في المنهج... و أنا خارجة يطمني على درجة الامتحان ده و يتمنى لي إنها تضبط درجة التحريري
حضرت مرة مناقشة رسالة ماجستير كان د. عبد العزيز المشرف عليها...و لغاية دلوقتي فاكرة نصيحته للطالب اللي بيناقش : إنه يسترخي و بلاش عصبية لأن دي ليلته
و لغاية دلوقتي بيرنوا الكلمتين دول في وداني و أتساءل هل ممكن فعلا يوم ما أعمل الماجستير و أناقشه أعمل بنصيحة د.عبد العزيز أبطل توتر و أعتبرها ليلتي فعلا
أتذكره و هو يتكلم عن "الاستعارة الجميلة" اللي بتوصف أمريكا بمحارة انكفأت على نفسها تقوي و تحسن من كفاءاتها لتفاجئ العالم كقوة عظمى في الحرب العالمية التانية و بعدها ...المشهد ده في ذاكرتي مش عشان أمريكا و لا عشان هو كان مهتم بأمريكا في المثال ده...لأ لأنه كان معجب جدا بالاستعارة الجمالية
أثناء تجربة "مصر مش كده" كتبت دعاء عن قسمنا- قسم اللغة الإنجليزية بآداب القاهرة- و في النص ماقدرتش ماتجيبش سيرة د.عبد العزيز حمودة لأنه بالنسبة لنا كلنا من أعمدة القسم
لسه مارحتش القسم إنما عارفة كويس إن الكل حزين و متوقعة جو القتامة المخيم عليه
و محدش متخيل إن السنة دي د.حمودة مش هيكون موجود عشان يدرس مادتي النقد و المسرح في القسم..لأ و كمان يوزعه جدوله على حد تاني
الله يرحمه...سبحان من له الدوام

Friday, August 18, 2006

عن التدوين..:)و سنينه

امبارح لقيت وش بنت مصرية الصبوح في صفحة التعليقات عندي بتبلغني بالتاج الجديد ووعدت بالرد على طول- معلش يا زيزي "على طول" بتاعتي بقى :) استعنا ع الشقا بالله
هل انت راضى عن المدونة شكلا وموضوعأ؟
شكلا: لأ...بارتاح للون لكن اتعودت على شكل الصفحة لدرجة الزهق
إنما لاعتبارات جهلي بالتقنية الحديثة و عدم استعداد لفتح الباب ده اليومين دول.. مطنشة
موضوعا: مش بشكل كامل، و ده بسبب بعض اللي باكتبه : يعني أحيانا فيه مواضيع بأحس إنها محتاجة بحث أكتر أو تفكير أعمق و رؤية أوسع بس باستسلم للانفعال الأولي أو الاستسهال و باكتب على طول
وبعض اللي مش باكتبه: لما ابتديت المدونة - و من اسمها - كان ليا هدف معين صعب أحطه في كلمات، إنما بيدور حول التحرر من كل القيود اللي من غير لزمة الموجودة في حياتي و الوصول لحالة من التصالح مع النفس و شخصية متسقة أكتر مع نفسها. طول ما ده لسه مش موجود أنا لسه مش راضية
لكن عموما بأحس إن المدونة تعبير عن تجربتي/خبرتي المختلفة عن تجارب ناس تانية و بالتالي عايزاهم يشاركوني فيها..و ده مُرضي جدا
هل تعلم أسرتك الصغيرة بأمر مدونتك؟
أي نعم... الحقيقة كنت أفضَل إنها تكون مساحة شخصية و خاصة جدا، حتى و هي مساحة سياسية في الأغلب. إنما بعد قضاء أوقات طويلة قدام الكمبيوتر و المشاريع المختلفة - و آخرهم الحفلة - أخبي إزاي يعني! الأمر حتى استشرى في العيلة و أخويا كمان عمل مدونة
هل تجد حرجا فى أن تخبر صديقا عن مدونتك؟ هل تعتبرها أمرا خاصا بك؟
مش حرج إنما فعلا باعتبرها خاصة. أصحابي القريبين أوي - اللي هم بالصدفة :) مالهومش اهتمام بالسياسة و مش هايدخلوا يشوفوا كتبت إيه - هم اللي يعرفوا عنها
أما التعربف بالتدوين فبيتم بطريقة غير مباشرة لما احب اعمل دعاية عن حاجة موجودة على المدونات... ساعتها بابعت عنوان البوست في ايميل و ده حصل مع تدوينات لبنت مصرية و وقت تغطية جار القمر لأحداث إسكندرية
هل تسببت المدونات بتغير ايجابى لافكارك؟ اعطنى مثال فى حالة الاجابة بنعم؟
أكيد...خلتني أكثر تقبلا للاختلاف و جرأة على تكسير التابوهات
كمان السلوك...يعني مرة د. رامي اتكلم في تعليق عن تأجيل الانفعال الأول و التأني قبل رد الفعل، و لقيت كلامه منطقي و باحاول أطبقه
هل تكتفى بفتح صفحات من يعقبون بردود فى مدونتك ام تسعى لاكتشاف المزيد؟
أحيانا باهتم و افتح و أحيانا لأ..واعترف بكسلي الشديد في موضوع اكتشاف المزيد. لكن كتر خير مجمع منال و علاء الراصد للحركة التدوينية، ده فعلا بيخليني متابعة
ماذا يعنى لك عداد الزوار.. هل تهتم بوضعه فى مدونتك؟
ياربي إيه الحرج ده بس...ما قلنا فيه مشاكل تقنية مستعصية هنا
عموما في البداية كنت عايزة أحط واحد و أتابع، بس عرفت إن شوية و البارانويا هتشتغل و قررت إن كده أحسن
هل حاولت تخيل شكل اصدقائك المدونين؟
لأ لكن لو حد أعرفه شافهم باسأل شكلهم إيه
هل ترى فائدة حقيقة للتدوين؟
أيوة...مرة كنت في ندوة عن التدوين و قلت إني شايفة إنه مهم و هايعمل حاجة. و ساعتها مالك و وائل عباس اعتبروا إن كلامي متفائل زيادة عن اللزوم وإن المدونين مش ممكن تجميعهم تحت اسم واحد و حركة واحدة و مش هاينزلوا يغيروا في الشارع
لما قلت الكلام ده ما كانش عن تفاؤل وأحلام وردية و مش المقصود منه إن الناس تتجمع تحت كلمة رجل واحد و ينزلوا الشارع...إلخ
المقصود إن التدوين بيفتح فضاء جديد/ فضاء موازي القيود فيه أقل بكتير و معظم الموجودين و المترددين من الشباب و النقاش و التفاعل متاح و التابوهات بيتم نقاشها و تحريكها شوية بشوية. أعتقد لو الحالة دي استمرت و تحولت لثقافة ممكن حاجات كتير تتغير في طريقة تفكيرنا ودي بداية كويسة لتغيير حقيقي على الأرض، لأن هاييجي و قت يحصل فيه صراع بين الحرية الموجودة في الفضاء الافتراضي و الحرية المسلوبة على الأرض و حالة عدم الرضا هنا ممكن تساهم في تغيير ما على الأرض
هنا بقى لازم أعترف إن ده كان رأيي قبل الانفجارة التدوينية الأخيرة - عصر ما بعد وثائقي الجزيرة - و إن ده في النهاية تنظير و الممارسة الفعلية ظروفها مختلفة. الموضوع وسع جدا - ده بيوضح أهمية مكان زي مجمع منال و علاء - و صعب الحكم إذا كان موضة و هتعدي و لا ممكن فعلا يكون له تأثير
لكن حتى لو توقفنا عند المستوى الفردي و فايدة المدونات كمكان للتعبير و التنفيس و البوح و المناقشة و التفاعل مع الآخر فبرده هي مفيدة جدا
تحديث: فقط أضيف إن ده الدور الأول و الأساسي لإنشاء مدونة: توثيق و تسجيل و فرصة للقراءة مرة تانية و المراجعة و بالتالي الوصول لمرحلة أنضج وشخصية أكثر اتساقا
هل تشعر ان مجتمع التدوين مجتمع منفصل عن العالم المحيط بك ام متفاعل مع احداثه؟
طبعا متفاعل جدا و أحيانا أكتر كتير من الشارع العادي، زي في أحداث لبنان مثلا..هو أحيانا العالم المحيط بنا هو اللي بيبقى في الطراوة
وعلى فكرة ده مش معناه إن مجتمع التدوين مجتمع نخبوي أو متعالي عن اللي حواليه، بالعكس
هل يزعجك وجود نقد بمدونتك؟ ام تشعر انه ظاهرة صحية؟
باحترم الاختلاف و باحاول دايما ألاقي أرضية مشتركة بيني و بين اللي بيناقشني عشان نقدر نسمع لبعض و نوصل لنتيجة، و لو مفيش أرضيات مشتركة خالص - و ده نادر أو لسه ماقابلتوش- برده الاختلاف يُحترم. طبعا ما انكرش إن بعض من مثالية -هبلة - بتخليني أتضايق أحيانا من الاختلاف، إنما كمان الدنيا كانت هتبقى مملة جدا لو كل الناس زي بعضها
النقد مش بيضايقني، ممكن تدخل و تختلف و تنقد و بسخرية كمان لو حبيت. بس اللي بجد ممكن يغيظني قلة الذوق في التعليق- و ده معيار مطاط جدا و حتى بيختلف عندي باختلاف الحالة المزاجية
آه .."محتكرو الحقيقة" كمان بيستفزوني
هل تخاف من بعض المدونات السياسية وتتحاشاها؟ هل صدمك اعتقال بعض المدونين؟
مش أنا يا فندم:) المدونة أساسا بتصنف على إنها "سياسية". و الكل وضح أن معتقلي المدونين اعتقلوا عشان نشاط ع الأرض مش التدوين
هل فكرت فى مصير مدونتك فى حال وفاتك؟
يعني...أكيد غادة أول واحدة هتعرف من المدونين و هاتدخل تكتب حاجة على صفحة التعليقات عندي و ممكن كام حد يدخل ينعي و يعزي
كمان مرة طلعت صورة لأخويا و قلت له لو حصل لي أي حاجة الصورة دي هي اللي تتنشر :)) صورة من الجنب و مش باين منها حاجة
مين اكتر مدونين أثروا فيك؟ وليه؟
السؤال ده صعب..أوي...بس ممكن مثلا أقول إن سقراطة و زبيدة بيعملوا حاجة مهمة بتكسيرهم للتابوهات اللي وصلت لدرجة مش معقولة من الجمود و القداسة كمان
عمرو عزت و طق حنك بيعلموني قيمة أن أكون أهدأ و أكثر عقلانية و أطول نفسا في البحث
زرياب حالة فريدة من التصالح مع النفس في نظري
بنت مصرية باحترم جدا تفاعلها بقلب و صدق و إيجابية مع اللي بيحصل حوالينا، و كمان شفافيتها هي و غادة و دعاء في التعبير عن دواخل النفس البشرية
وعموما الكل بيعلمني بجد أكون أكثر إنسانية ...و إني لسه قدامي كتير جدا أتعلمه و أفهمه و أتذكره كمان
مين من المدونين بتحس انه شبهك؟
ممكن أستعين بالجمهور:)ا
آخر سؤال: تحب تسمع ايه؟
ممكن لبيروت لفيروز أو
The gift
اللي سمعتها أول مرة عند أيوب
اكتب اسماء خمسة مدونين ليقوموا بهذا الاستقصاء بعدك
غادة و يحيى مجاهد (لما يرجع) و أيوب
آخر مكانين هدية لأي حد يمر من هنا و يحب يشارك في الاستقصاء
.........................

Thursday, August 03, 2006

دعوة للتفكير

لسه متفرجة على فيلم" الأرض" بعد ما القناة الأولى المصرية قررت تعرض - أخيرا- حاجة محترمة، جايز من وحي العدوان على لبنان...شفته قبل كده مرة واحدة تقريبا، و لأني عارفة إنه جرعة درامية جامدة جدا أحيانا باهرب منه
من الحاجات المهمة في الفيلم إزاي الفلاحين - و أنا باسحبها على المصريين عموما - ممكن يقفوا مع بعض في المحن الفردية كويس أوي، إنما مع بعض في وش الظلم لأ
لما الحكومة حددت ري الأرض خمسة أيام بس وواحد من الفلاحين حب يشق ممر للمية على أرضه - حل فردي - مسك فلاح تاني في خناقه و قامت عركة كبيرة لغاية ما زعقت واحدة " إلحقوا البقرة وقعت في الساقية يا رجالة" و لقينا اللي بيتخانقوا مع بعض يد واحدة عشان ينقذوا البقرة
في موقف تاني في نهاية الفيلم بنشوف الفلاحين بيتجمعوا عشان يجمعوا القطن من غيط محمد أبو سويلم قبل العساكر و سماسرة الطريق الزراعي الجديد ما ييجوا يبوّروا الأرض و يقلعوا الزرع
الشهامة و الأخلاق موجودين لكن في شكل حلول فردية..ممكن لإبراء الذمة و غسل الضمير، و ده اللي في النهاية بيخلي كتير يقولوا الدنيا/مصر لسه بخير و ولاد الحلال كتير...إلخ. إنما القدرة على التنظيم و النفس الطويل و العمل الجماعي المنظم لفترات طويلة غايبين
هل لأن جيناتنا مافيهاش الصفات دي؟ و لا بسبب اليأس و الإحباط و القهر لسنين طويلة؟ و لا عدم الرغبة في تقديم التضحيات؟ و لا غياب الهيكل التنظيمي؟
و إيه الطرق اللي ممكن بها مجموعة ما في يوم ما تستخدمها لتوجيه الرغبة الفردية في التعاطف و المساعدة و تنظيمها في فضاء أرحب و أكثر فاعلية؟
...........................
محمود المليجي في دور محمد أبو سويلم : كبير البلد الحقيقي من غير منصب و لا جاه، قي شيله للهم الجماعي و مصارحته للجميع بأخطائهم و أولهم نفسه، و في انحناء ضهره و انكساره بعد ما حلقوا شنبه و هو بيقول بعد الكرامة فيه إيه ، و في دمعته و إيده مغطية مطرح شنبه بالشال البني و هو راجع البلد، مفيش كلمات كفاية للوصف..إبداع