seeking freedom

"There is only one good definition of God: the freedom that allows other freedoms to exist." John Fowles

Sunday, December 25, 2005

ع الماشي

حكم على أيمن نور بخمس سنين سجن
يبقى غالبا مش هنكمل الست سنين بتوع الفترة الرئاسية الحالية و فيه سيناريو جديد بيتطبخ في العلب لإحلال و تغيير و "تداول" السلطة والموضوع كله يخلص قبل خمس سنين
السيناريو الجديد يا ترى فيه إيه؟
وفاة عادية ولا محاولة اغتيال ولا وفاة"مفاجئة" ولا استقالة مسببة و تنحي عن السلطة
في انتظار مفاجآت الحزب الأوحد

Dennis Brutus

امسح التراب..شيل خيوط العنكبوت..رش شوية مية..نبتدي من تاني
......................................
رغم مرور حوالي شهر على مؤتمر القسم مازالت محاضرة دينيس بروتس-الضيف الأساسي- ماثلة في ذهني ولا أستطيع تجاهل الكتابة عنها. دينيس بروتس شاعر و معلم وناشط سياسي من جنوب أفريقيا لعب دورا كبيرا في إقناع العالم برفض مشاركة جنوب أفريقيا في الألعاب الأوليمبية لتطبيقها سياسات التمييز العنصري. طبعا تم القبض عليه و قضى 18 شهر في السجن –مع نيلسون مانديلا- مع الأشغال الشاقة وتم نفيه. أثناء القبض عليه و محاولته الهرب أصيب بطلق ناري في ظهره و هي تجربة أثرت فيه و يتحدث عنها كثير
تحدث بروتس في ندوته عن دور المؤسسات المالية الدولية في الحفاظ على سيطرة الدول الغنية على الدول الفقيرة وترسيخ نوع جديد من الاحتلال يأخذ شكل اقتصادي بدلا من احتلال الأرض- مع التسليم بوجود الاحتلال القديم في دول أخرى. شرح كيف تعطي هذه المؤسسات قروضا للدول النامية بحجة مساعدتها في التنمية ثم تطالب بعد ذلك برد هذه الديون بالدولار. ولأن الدول الفقيرة لا تملك، تبدأ الصفقات ويتم فرض سياسة زراعية معينة على الدولة الفقيرة تقوم بموجبها بزراعة محاصيل معينة لا تحتاجها-كأنواع معينة من الزهور- للتصدير و بالتالي الحصول على العملة الصعبة التي تمكنها من سداد ديونها. أما محاصيلها الأساسية كالقمح فتستوردها من الدول الغنية. تحدث بروتس عن تجربة جنوب أفريقيا في هذا المضمار ورفضها هذه اللعبة في البداية واعتمادها على مواردها لفترة...ثم نجاح محاولات الاختراق المختلفة في تحويلها لنموذج للولاء والطاعة
كلام بروتس أنار نقط كثيرة في رأسي وربط بينها. أولا أراحني من حيرة أشعر بها عند قراءة أخبار معينة في الصحف الحكومية عن شهادة مؤسسات مالية "معتمدة" بارتفاع نسبة التصدير و الدخل القومي و إجمالي الناتج القومي في مصر وتحقيق معدلات عالية في التنمية...الخ وأشياء كثيرة لا أساس لها على أرض الواقع و لا تستطيع الصحف القومية أن تنسبها لمؤسسات دولية دون تأكيد، المسألة كلها لعب في معايير التقييم. كذلك تذكرت قريتي –"البلد"- وموجة زراعة الفاصوليا الخضراء لفترة لا بأس بها -وكأننا لن نعيش بدون الفاصوليا- وإهمال المحاصيل الأساسية الأخرى وذلك لوجود هيئة –اسمها هيئة "كير" واضح إن تمويلها خارجي- اتفقت معهم على شراء المحصول بأسعار جيدة في حين لا تدعم الدولة الزراعات الأخرى
مع ذلك تحدث بروتس بتفاؤل كبير عن الحركات و المبادرات الشعبية ودور الناس العادية الذي يزيد يوم بعد يوم في الشارع. تحدث عن المسيرات التي تقودها المنظمات غير الحكومية لمناهضة سياسات الدول الغنية في كل تجمع للدول الثمانية الكبرى. تحدث عن قدرة هذه المنظمات على الاتصال و التنسيق لخلق حركة من الضغط الشعبي على الحكومات لإحداث تغيير و خلق عالم أفضل
عند فتح باب المناقشة سئل بروتس عن كيفية تمويل مثل هذه الحركات و المنظمات في دول نامية –مثل مصر، وكانت إجابته أن الاتصال و طلب الدعم من منظمات مشابهة بالخارج ممكن و لكنه ليس الحل المثالي. الحل المثالي هو التمويل الذاتي القائم على جهود وأموال الأعضاء. تحدثت دكتورة شابة عن وقف ترقية مدرسي الجامعة على شهادة معينة تفيد تلقيهم برامج تدريبية –تنظمها جهات خارجية عن طريق الجامعة- في كيفية إعداد الطلاب لاحتياجات السوق. أوضحت كيف أن هذه البرامج –في ضوء ما قاله بروتس- تمثل احتياجات السوق كما تراها مؤسسات التمويل الخارجية وبالتالي تهدف لإنتاج جيل بمواصفات معينة يخدم أغراض هذه المؤسسات و يساعد على تنفيذ أجندتها و خطتها لسياسة الدولة، و بالتالي نظل ندور في دوائر مفرغة بعيدا عن أي محاولة جادة لتحسين الوضع الاقتصادي القائم. بالإضافة لذلك فكلية مثل كلية الآداب معنية –المفروض- في المقام الأول بخلق جيل يفكر بطريقة مختلفة له اهتمامات ثقافية وليس جيل يفي باحتياجات السوق. نصيحة بروتس كانت ألا تتحرك بمفردها- لأنها لن تغير شيئا –بل تبحث عن من يساندها من مدرسين وأساتذة يشكلون جبهة قوية للاعتراض على و مناهضة سياسة الجامعة الجديدة
.....................
آخر جملة شدد عليها بروتس في آخر أمسيات المؤتمر التي ألقى فيها شعره واحتفل القسم بعيد ميلاده كانت
Do not despair
......................
تحديث: رابط مهم

Friday, December 09, 2005

تعليق

نشرت البي بي سي على صفحتها الإلكترونية امبارح إن الحزب الوطني فاز بأغلبية مريحة 72%في انتخابات مجلس الشعب. استغربت الخبر و التدليس اللي فيه
النهاردة المانشيت الرئيسي في"المصري اليوم" بيقول : "النتائج النهائية للانتخابات: 73% للوطني بمستقليه و 20% للإخوان....إلخ" وتحته مانشيت تاني أصغر "33.5 % نسبة نجاح الحزب الحاكم بعد إخفاق 287 مرشحا خلال المراحل الثلاث". المشكلة إن المانشيت الكبير -بحجمه و لونه الأسود- هو ما لفت نظري في البداية والمانشيت التاني شفته بعد قراءة الخبر أساسا
رأيي إن المفروض الصحافة المستقلة في مصر تبعد عن كتابة نسبة 73% نهائيا و تفصل أكتر، يعني تقول 33.5% وبعدين ضموا مستقلينهم اللي نسبتهم 40%... إلخ، لأن ده رفض للأمر الواقع اللي بيحاول الحزب الوطني يفرضه وهيساعد على استمرار حالة الوعي النسبية الموجودة بين الناس . ده غير إن ده يحد من استخدام وسائل الإعلام العالمية لمصطلح "الأغلبية" كده في المطلق . الكلام ده مش تحصيل حاصل. اللغة و الإعلام بيأثروا في وعي الناس ولازم يبقى فيه مقاومة للتصريحات من عينة تصريح صفوت الشريف لجريدة" الجمهورية": "خضنا الانتخابات بأبنائنا المستقلين لتفتيت الأصوات"...........نقلا عن "المصري اليوم"ا

Saturday, December 03, 2005

من ماليزيا

عرفت د. ليم من المؤتمر. شكله مميز جدا..ملامحه ملامح سكان جنوب شرق آسيا، لكنه طويل القامة بوجه مسحوب وعامل شعره سبايكي. قدم بحث بعنوان "لماذا لست مسلما؟" يتحدث فيه عن رواية للشباب ظهرت في ماليزيا و فازت بجائزة أحسن رواية للشباب. الرواية عن شاب مسيحي يعيش في ماليزيا ينتمي للأقلية اللي من أصل صيني- ناشط مهتم بحقوق الأقليات في ماليزيا. يواجه هذا الشاب اعتراضات من والديه اللي شايفين إن الأغلبية من المالاي المسلمين كرماء جدا في معاملتهم لأنهم سمحوا لهم بالبقاء بينهم. المهم إنه بيسافر الصين و هناك في أحد الأحياء ذات الأغلبية المسلمة يبدأ الجميع في سؤاله لماذا ليس مسلما؟ ويبدأ بالتعرف على الدين الإسلامي-هناك برده- و يسلم و يندم على حياته اللي فاتت. (في النهاية بيرجع بلده وبيتم القبض عليه لنشاطه السابق و لكنه لايعترض و يشعر أنه يستاهل اللي بيجراله- دي النهاية كما أذكرها)ا
ليم شايف إن الرواية بتعمل بروباجندا بشكل فج للإسلام و بشكل يخلو من مراعاة شعور أقليات تمثل نسبة 40% من الشعب الماليزي - حيث الأغلبية مسلمة ومن أصل المالاي. ويرى أنه لا توجد مشكلة إذا كانت الرواية موجهة لجمهور من الكبار فهم قادرون على الحكم بأنفسهم على الرواية، ولكن المشكلة من وجهة نظره أن الرواية موجهة لجمهور من الشباب – في السادسة عشر و السابعة عشر من العمر- يعني بتشكل وعي جيل تاني ومحدش يعرف يحكم هل ممكن رواية زي دي تخلق جيل أكثر تعصبا في المستقبل ضد الأقليات التانية ولا لأ
بعد عرض ورقته البحثية فتح باب المناقشة. أول ملاحظة عادلة من الجميع أننا بنسمع وجهة نظر واحدة عن الموضوع كما لم نقرأ الرواية و بالتالي حكمنا لن يكون منصفا. بعد كده تحول الموضوع لتأييد البعض حق الكاتب في توظيف أدبه في الدعاية للإسلام مادام يؤمن به، وبعدين إيه مشكلة ليم مع الإسلام يعني؟ عشان كده
د.ليم أكد أكتر من مرة أنه لا يتحدث عن الإسلام م كدين أو شريعة، بل عن نص و سياق معين
القضية في رأيي كانت سياسية اجتماعية لا علاقة لها بالإسلام كدين. هو بيتكلم عن قدرة الأدب على تشكيل وعي جيل كامل ومسئولية الروائيين عن كتاباتهم لما تحمل رسالة طائفية ما... بغض النظر عن الدين أو الملة. إنما اللي لفت نظري الحقيقة هو إصرار الكثيرات -كلهم بنات- على مناقشة الأمر من الناحية الدعوية..أي أنه يدعو للإسلام ومن حقه ذلك وأنها بذلك رواية ناجحة مادامت نجحت في توصيل رسالته. حسيت ساعتها بالمد الديني وراء الكلام ولم أستسغ فكرة صبغ كل شئ بالصبغة الدينية وقررت أصب الزيت على النار
كنت لاحظت في كلامه تكراره لجملة إن الإسلام هو الحل لجميع المشاكل- بالإنجليزية - وقررت سؤاله عن مصدر هذا الشعار. شرح لي إن الشعار ده جزء من دعاية حزب إسلامي لنفسه وإنه مش صدفة لفظية أو من بنات أفكاره، وبالتالي فهّمته أنا كمان إن نفس التيار الديني موجود في مصر دلوقتي و بنفس الشعار إنما كتير من المثقفين يجدون الشعار فضفاض لا يمكن تطبيقه في الحياة العملية. هنا طلعت لي واحدة تؤكد إنه "لأ..الإسلام هو الحل"ا
الحقيقة حكمت من ملابسها و طريقتها –مش حكم موضوعي بالضرورة- إنها مش بتعبر عن رأي شخصي و خلاص، هي بتعبر عن فكرة إن "الإسلام هو الحل" كشعار سياسي للإخوان. بالتالي رديت : ده رأيك
ردت بعنف : لأ ...( وكان رأيها إنه الإسلام هو الحل شئنا أم أبينا لأن ربنا خلق لنا عقل و منطق نعقل بهم الأمور و نحكم عليها) . لم أكمل معها النقاش.. لكن فكرت لو قلت لها نفس الجملة "ده رأيك" من غير ما تعرف إني مسلمة كان هيبقى رد فعلها شكله إيه؟ هل حاولت التأثير على رأيي لأني مسلمة زيها و بالتالي لازم و حتما يكون لي نفس رأي التيار الإسلامي في الجامعة و الإخوان خارجها؟......يعني سؤال
تاني يوم شفت د.ليم لوحده فقررت سؤاله عن نتيجة المناقشة التي دارت بالأمس حيث غادرت قبل نهايتها. أكد أنه لا يقصد الإسلام بحديثه وسعادته بقيمة الحوار عموما في مصر، لأن في ماليزيا ليس مسموحا له بالحديث أساسا عن الإسلام- و لو من بعيد- مادام غير مسلما
دار بيننا حوار عن الأوضاع السياسية في مصر وشرحت له الوضع الاقتصادي الصعب في مصر وأننا ننظر للتجربة الماليزية الرائدة في التنمية بقيادة مهاتير بإعجاب. هنا تعجب كثيرا لأن رأيه في مهاتير أنه "لا يؤمن بالديمقراطية أو حقوق الإنسان". هنا رجعنا لموضوع الرواية و أكد إن الوضع في ماليزيا جيد اقتصاديا و إن مافيش اضطهاد أو عنصرية حاليا...إنما هو خايف من المستقبل وتأثير الحساسيات الحالية عليه...كان رأيي إن الخيار الوحيد إنه ينتظر و يشوف لأن الحكم دلوقتي مش ممكن
لفتت نظري قوي تعبيراته لما قلت له على تطلعنا لتجربة ماليزيا في التنمية. سألني عن متوسط دخل خريج كلية آداب قسم إنجليزي في مصر و سألني ببراءة: ألف ولا ألفين؟
رديت بالحقيقة المرة: أولا فيه فرصة عالية جدا إنك ماتلاقيش شغل أساسا بشهادتك..ولو لقيت فمتوسط الدخل خمسمائة جنيه...( مارضيتش أقول له إن ده كمان الكلام الرسمي المعتمد بتاع الريس)ا
طبعا استغرب قلة المبلغ واستحالة إن حد يكون نفسه ويفتح بيت به. المعارضة ساعتها فهم سر الانبهار بالتجربة الماليزية. الكلام جرنا وشرحت له سريعا الوضع الراهن و دور الحزب الوطني و الإخوان و...سأل هل من مصلحة مصر دلوقتي إدخال الدين على الساحة السياسية؟
طبعا سؤاله كان تحصيل حاصل لأن الإخوان المسلمين قوة موجودة بالفعل على الساحة ولازم نتعامل معاها..بعد الشرح ظهرت علامات الأسف في وشه و نبرة صوته وهو بيقول :
But I like it here
شرح إنه في البداية الوضع كان غريب وكارثي، لكن في وقت قليل حب الناس و المكان. فرحت جدا إن لسه فيه روح للمكان بتشد الناس و بيحسوا بها بعد ما تخيلت إنها ماتت خلاص
آخر مشهد ل د. ليم في دماغي مشهد كوميدي. في نهاية المؤتمر نظم القسم حفلة صغيرة في بيت السحيمي تضمنت قراءات شعرية- من مريد البرغوثي و حسن طلب ودينيس بروتس- و فرقة موسيقى شرقية للاحتفال بالضيوف. الضوء القادم من مصابيح بيت السحيمي ضوء هادئ جدا لا يزعج سكون الليل و قراءة الشعر في أوجها والكل مركز و بيسمع..وفجأة:
أنت ياوااااااااااااددد..أيوه
يقطع الجو الرومانسي صوت سيدة تنادي على ابنها من بلكونة أحد البيوت العشوائية المحيطة ببيت السحيمي في الجمالية. الأجانب فيهم اللي استغرب شوية واللي ركز مع الشعر واللي ماخدش في باله. الوحيد- اللي كان قاعد قدامي على الأرض- و فهم المفارقة وضحك في سره مع المصريين عليها كان ليم