seeking freedom

"There is only one good definition of God: the freedom that allows other freedoms to exist." John Fowles

Wednesday, March 28, 2007

دروس مستفادة بعد الحادثة الأخيرة

بعد هوجة التعجيلات الدستورية ما خلصت و الحزب الحاكم والحكومة سجلوا الجون أحب أسجل كام ملاحظة على سير العملية اللي فاتت من باب التذكرة من ناحية ومن باب فهم طريقة شغل النظام من ناحية ثانية، على أمل -من ناحية تالتة - ييجي حد ويفكك طريقة النظام ويهده على دماغهم
أولا: استراتيجية غلوش..غلوش
اعتدنا من الحكومات الرشيدة استخدام أي فرقعة جديدة أوغريبة يشتغل عليها الإعلام بهدف إلهاء الجميع عن مخططات مبيتة واستنفاذ طاقاتهم في التفكير و التحليل والمناقشة والجدال فلا يتبقى منها شيء وقت إتمام المخططات. المهم تتم هذه الاستراتيجية كل مرة بنجاح تام لدرجة أننا نتذكر موضوع "الغلوشة" و ننسى المخططات (مثلا مين فاكر إيه بالضبط اللي كان بيتجهز ساعة حكاية الآذان الموحد؟) ا
هذه المرة -بجانب موضوع هالة سرحان و غالبا ليس للحكومة يد فيه - يتم تمرير موضوع تعييين القاضيات...وبرغم أنه موضوع مهم وتأخر إقراره، إلا أن التوقيت دال جدا. جميع أمورنا المهمة يمسكها النظام ككل ككروت يرمي بها الواحد تلو الآخر في الأوقات الحرجة، الحرجة له وليس لنا بالضرورة، أحيانا يلقي الورقة بهدف تخفيف الغضب عليه وأحيانا لكسب نقاط في الخارج وأحيانا أخرى "للغلوشة" وأحيانا بحسب مزاج الرئيس...وأحيانا لجميع ما سبق
الجميل في الأمر أن النظام تفوق على نفسه هذه المرة وأحسن استغلال الاستراتيجية واستنفاد كل طاقاتها الكامنة، فبدلا من الاكتفاء بالغلوشة من الخارج على الموضوع الأساسي، تم استثمار الموضوع نفسه للغلوشة على نفسه فأثير موضوع المادة التانية للدستور و كل اللغط الذي استتبعه و المادة أصلا ليست مرشحة للتعديل
ثانيا: فرق تسد
تعلمنا في الكتب -بجميع أنواعها وأحجامها- أن الاحتلال الإنجليزي نجح في استخدام استراتيجية "فرق تسد" للسيطرة دائما والحفاظ على على مركز القوة...النظام المصري الحالي يستعمل نفس النظام. ولا أتكلم عن سياساته وألاعيبه وصفقاته مع فصائل المعارضة المختلفة، بل عن اللعب مع الشعب
فأولا هناك طبقة "الكريمة" من ساكني مصر الجديدة حول ثكنات الرئيس وما جاورها (مع التسليم بقصور وخطأ التعميم): ودول شباب محتاجين لهم وبيعملوا شكل حلو للبلد زي ساعة كأس الأمم الأخير كده، فدول بقى يتعمل لهم كرنفال وتظهر فيه السيدة الأولى بشحمها ولحمها من على شرفة قريبة وهي تلوح للجماهير. وعموما أنا مش نكدية ومش كارهة للكرنفلات ولا حاجة بالعكس، إنما وأنا باتفرج كنت بأسأل إزاي هتعمم التجربة في المناطق التانية؟ المناطق الفقيرة؟ خاصة إن السيدة الأولى ظهرت في برنامج على العربية مع جزيل خوري تصر وتؤكد على إن إيديها كل يوم مع الفقراء و المحتاجين من أبناء مصر (ده طبعا مع التسليم بوجود شكل من أشكال الكرنفالات المحلية متمثل في الموالد)ا
أما الطبقات الفقيرة التانية ففي لعبة حقيرة اتلعبت عليها في رأيي، من باب الموازنات و الحسابات : إدي كل طرف حتة يلعب فيها فيفضل الاحتقان موجود و تفضل إنت الآمر الناهي المانح والحامي لكل طرف من أخوه...يبقى نسيب المادة التانية من الدستور زي ما هي، وبالتالي نشوف مسلمين يروحوا يصوتوا عشان الدستور بيرضي "ربنا"، وكمان نحط مادة تمنع قيام أحزاب دينية فتحمس المسيحيين يروحوا يصوتوا عشان القلق من الإخوان...وفي الحالتين يبقى الحال على ما هو عليه ويحافظ النظام على الصورة اللي عايزها بالضبط صمام أمان من الإخوان - للداخل والخارج - وكذلك المتدين الحامي لشرع وكلمة الله
ثالثا: مشهد
لكل مقتنع بعدم فصل الدين عن السياسة أدعوه لتأمل اختلاف شيخ الأزهر والإخوان حول مفهوم الواجب الديني في الاستفتاء واستخدام الطرفين دلائل و حجج من نفس الدين لإثبات وجهة نظر مختلفة
ولا يكفي هنا أن نلتزم بتحليل مبسط للأمور بإدعاء ألا أحد أساسا يحترم أو يصدق شيخ الأزهر الحالي فالإخوان أيضا لا يتمتعون بكامل الثقة، كما أن الكثير ممن يعارضون شيخ الأزهر ويمقتونه رأوا أنه واجب ديني فعلا -بالنسبة لهم- أن يذهبوا ليقولوا "لا" في الاستفتاء ورفضوا المقاطعة التي دعا إليها الإخوان

Sunday, March 25, 2007

نجاحات صغيرة

بعيدا عن التعديلات الدستورية وعن حالة الاكتئاب اليومية، رجعت يوم الخميس البيت مبسوطة
من أول السنة ومجموعة منا في قسم اللغة الإنجليزية بآداب القاهرة تحاول تفعيل نشاط ثقافي يجمع الطلاب و يقدم لهم بديل مختلف عما يتلقونه في وسائل "الثقافة" والإعلام المتاحة. بنشتغل على مجلة للقسم و على مسرحية -وده نشاط عملناه قبل كده لما كنت طالبة. الجديد كان الندوات وبالنسبة لي كانت من الأشياء المهمة جدا لأن فيها تفاعل مباشر وبالتالي تأثيرها أقوى
نظمنا ثلاث ندوات: الأولى مع علاء الأسواني عن "عمارة يعقوبيان"، والتانية مع د.سحر الموجي عن "المشهد الأدبي المعاصر في مصر"، والثالثة - الخميس الماضي- مع بهاء طاهر بعنوان "الغرب وأنا"ا
في أول ندوتين كان الحضور دائما مشكلة...ومشكلة محبطة، تتفق مع ناس وتنظم وتتعب ثم لا تجد حضورا كافيا حتى لحفظ ماء الوجه أمام الضيف. الحقيقة لا أستطيع أن أقول أن أي من الندوتين - الأولى والثانية- فشلتا ، بالعكس كان في الاثنتين قدر كبير من الإفادة والإمتاع...لكن ما ميز المحاضرة الثالثة كان كثافة الحضور، كثافة ألا تجد مكانا خاليا. أعلم جيدا أن جزء من هذا يعود لوزن بهاء طاهر كروائي كبير، ولكني أعلم أيضا أن هذا جاء بعد تحسينات في أساليب الدعاية وإضافات تعلمناها بالتجربة ..بالاستفادة من أخطائنا
بقى أن أقول أن ما أسعدني اليوم أثناء جولتي في مجمع المدونات وشجعني على الكتابة كان عثوري على ملخص" أمير" للندوة على مدونته

Friday, March 16, 2007

بروفة مظاهرة

أنهي محاضرتي في الخامسة وأتجه لباب الجامعة الخلفي حائرة بين الذهاب لمظاهرة التحرير ضد التعديلات الدستورية وبين الذهاب للمنزل... أتوجه للمترو، لتكن المظاهرة إذن. أركب العربة المخصصة للسيدات ولحسن الحظ ليست مزدحمة لكن الحال لا يستمر طويلا، بتواتر المحطات تتزايد الراكبات بشكل لا يطاق. لا يوجد مكان لقدم ولكن تقفز واحدة وتعطينا ظهرها في محاولة لإيجاد مكان ما . أشعر بالضيق والاختناق، ثم بالذنب. لم تفكر إحداهن في انتظار المترو القادم والتمتع بركوب آدمي بعض الشيء، فالكل رضي بما هو أقل حتى من المتاح...وبكامل إرادته
تستمر الرحلة وتتابع في ذهني أسباب تفضيلي للمواصلات الأخرى على المترو، وأتابع بعض الراكبات حتى أصل لمحطة السادات. في المحطة تأتيني مكالمة التحذير من أبي: كل بلاطة عليها لواء حتى مش ضابط...أعرف منه أنه هناك ويخبرني بألا أذهب. أجلس قليلا لأفكر وألاحظ السيدة الشابة التي تحمل طفلا وتجر أخرى التي انحشرت في المكان الرخامي الضيق بين الكرسي الذي أجلس عليه والآخر الذي تجلس عليه أخرى. ربما كانت تطمح في أن أتخلى لها عن الكرسي أثناء انشغالي بالمكالمة. لدقيقة أخرى أفكر فيما سأفعله وأقوم، قررت أن ألقي نظرة على مايحدث فوق الأرض بنفسي. فور خروجي من المحطة -أشعر فورا بوجات التوتر في الجو ، من بعيد تبدو قوات الأمن متمركزة أمام مجمع التحرير بشكل مخيف محيطة بشئ ما، أما المكان حولي فيكتظ برجال الأمن وأكتشف أني أستطيع تمييزهم رغم الملابس المدنية...تواجد أمني كثيف وغير مسبوق رغم يقيني أن المتظاهرين لن يتجاوزوا مئات قليلة. أحاول استطلاع الوضع من مكاني فلا أتبين شيء سوى التوتر والتوتر غير المرئي والحارق للأعصاب. أسير قليلا في أول طلعت حرب، اثنان يحاولان استطلاع أي شيء فلا يستطيعان ، شاب يضع ذراعه على كتفي فتاة ترتدي إسدالا وتأكل الآيس كريم... أفكر ترى هل يستطيع فعلا حمايتها؟ مم سيحميها بالضبط؟ وأين ستقف حدود الحماية المزعومة عاجزة؟ أكمل المسير وألاحظ وجود عربات الأمن المركزي في كل شارع جانبي...أفكر في تناول الغداء و أذهب للمطعم بالفعل لأجده مزدحما، أخرج صافعة الباب خلفي وأشعربراحة داخلية خفية
تأخذني قدماي لميدان طلعت حرب. الأربع جهات محتلة بتجمعات لجنود الأمن المركزي التي لا تحاصر أحدا، فقط تقف متأهبة متشحة بالسواد منصوبة مصلوبة في منظر رادع لأي أحد بالاقتراب. أرتبك من المنظر وألجأ لمكتبة الشروق، أجد ورقة بيضاء معلقة تعلن أن المكتبة في حالة جرد من 15/3 حتى 18/3. أيعقل أن يكون تواطئا؟
في شرفة مكتب حزب الغد يقف اثنان أو ثلاثة برايات برتقالية. أدخل في شارع بجوار جروبي والضابط يوجهني ومن يعبر الطريق معي: من على الرصيف. في الثلث الأخير من الشارع ترتفع بناية عالية حمراء، يقف فيا شخص وتلتمع عدسة جهاز في يديه ثم يختفي...أتسائل ثانية ألهذا علاقة بالأمن؟ ماذا يستطيع أن يلتقط من صور و المسافة بعيدة جدا ويوجد ما يحجب الرؤية عن بنايته؟
أقرر الذهاب للمنزل...لن أركب المترو هذه المرة. في طريقي أتأكد من الاحتياطات الأمنية أكثر فأكثر، دولة خوف فعلا...لهم ولنا
في المنزل أشاهد أحد الصحفيين المصريين على قناة الجزيرة يعلق على هجوم أعضاء منظمة مراسلين بلا حدود على القسم الخاص بمصر بمعرض بمعرض السياحة العالمي بفرنسا. أشاهده يؤكد على حرية الصحافة في مصر، وعلى أن اليوم شهد تظاهرة لكفاية في ميدان التحرير دون أي تعرض أو مساس بالمتظاهرين...بينما شريط الأخبار الأحمر تحته يؤكد: اعتقال 32 فرد في مظاهرة لكفاية

Tuesday, March 06, 2007

للمرة الثالثة.. كلاب "الأمير" تطارد طفلين في "موفنبيك" أكتوبر

كان هذا عنوان الخبر المنشور اليوم بجريدة المصري اليوم عن كلاب الأمير تركي بن عبد العزيز التي روعت نزلاء الفندق و لم يمر أيام على حدوث الأمر مع الطفلة حبيبة ...ومن هنا ومن هذا المنبر المتواضع بأبلغ الأمير وأسرته وكلابهم أننا في انتظار المرة الرابعة والخامسة أيضا، وإنه مش كفاية مش كفاية. بل أقترح أن تنظم مسابقات وحفلات صيد تطلق فيها كلاب الأسرة المالكة على أطفال ونزلاء الفندق - والفنادق المختلفة في ربوع المحروسة- وذلك لإدخال البهجة على نفوس الأمراء الصغار وكلابهم أيضا
وهذا ليس غريبا أبدا فأنا متربية على فقه الإعلانات السياحية، وأعلم جيدا إن السياحة هي مستقبلنا، وأن السياحة خير لنا ولأولادنا، وأن الجنيه المصري لا يساوي شيئا أمام الدينارات والدولارات التي تأتون بها إلينا. كذلك أعلم جيدا أن السياحة الأجنبية لم تعد كمثل عهدها بعد موجة التفجيرات واستهداف "الكفرة" الآتين إلينا ليعيثوا فسادا في الأرض، هذه الموجة التي تأثرت بكتب وفتاوى وأفكار قادمة من بلادكم لن يكون آخرها كتاب عن مشروعية ضرب الزوجات أو فتوى - عرفت بها عن طريق البريد الإلكتروني- بتحريم جلوس المرأة على الشبكة العنكبوتية -أي الإنترنت- إلا في وجود محرم...نعم محرم بكسر الميم والراء، فبالطبع الأنثى أس الفتن والشرور، أما الذكور فاقتربوا من منزلة العصمة من الخطأ إلا قليلا
نعم أعلم جيدا كيف تدفعون لعلاج شعرائنا وفنانينا بعد أن اعتادت الحكومة التقاعس وعمل ودن من طين وأخرى من عجين عند الإعلان عن مرض أحدهم، بل وصل الأمر للتخلي حتى عن حفظ ماء الوجه بالالتزام بعلاج من يوصفون "بالنخبة" من مال نواديهم والمؤسسات الخاصة بهم، مثلما يرفض وزير العدل ويماطل في قضية علاج قاضي شاب مع وجود أحكام قضائية لصالحه وكأن الموضوع لا يخص إنسان حياته مهددة بالخطر في كل لحظة مماطلة أو تسويح أو تراشق بالإجراءات والقضايا. أو ربما يكون للوزيررؤية أبعد من رؤيتنا القاصرة تهدف لاستعطاف أمير أو ثري من أثرياء النفط لدفع تكاليف العلاج بعد انتشار أخبار القضية والمماطلة على صفحات الجرائد
ولن يكون ذلك جديدا أو مخجلا أو مشينا لدولة "تدلل" على مرضاها من الأطفال في القنوات الفضائية العربية
نعم في انتظار المرات القادمة بصدر رحب، يتسع لركلات وإهانات وعضات أيضا، فالسياحة- قبل وبعد كل شئ- خير لينا ولأولادنا