من تداعيات ليلى
مش هأقول إن أول ما فكرنا في يوم /حملة/مبادرة ليلى فكرنا في فتح حوار...لأن الكلام ده كررناه في أكتر من مكان و اللي قالته بالفصحى و اللي بالعامية و اللي جد و اللي هزار، يعني تكرر بشكل كافي جدا للي عايز يفهم و يسمع فعلا
لكن رد الفعل الدفاعي /الهجومي كان مثير للاهتمام فعلا. طبيعي أما يشترك عدد كبير- مختلف في خلفياته و بيئته و حتى طريقة لبسه و كلامه - في موضوع واحد أرضيته واسعة، طبيعي تطلع أصوات غاضبة زيادة عن اللزوم أو صوتها عالي أو حتى متطرفة، و طبيعي بما . إننا في بيئة حوار إنك ترد عليها و تناقشها أو ده اللي توقعناه، إنما الرفض المطلق من غير قراءة أو مناقشة كان غريب. و الإحساس إن مادام اتجمعنا كده و كتبنا مرة واحدة يبقى أكيد العدو هو الرجالة على بعض وكمان الذكور على البلوجر بالذات كان مثير للضحك
اللي فاهماه- أو كنت فاهماه- عن التدوين و خاصيته الرائعة اللي بتسمح بالتفاعل إننا بندخل نتكلم و بعدين نسمع التعليقات ونرد و بالتالي المحصلة النهائية بتكون ثرية جدا و فيها أكتر من وجهة نظر. و اللي فاهماه كمان إن ده نوع من المناقشة بيبنينا بشكل أحسن بحيث في النهاية لو حد فينا أصبح في موقع سلطة - في البيت في الشغل في أي مكان - يقدر يتصرف بطريقة أحسن كتير من الطريقةاللي اتصرف بها أباءنا و أمهاتنا و الجيل للي قبلنا عموما
لما فتحنا الحوار ده ما كانش الهدف فرقعة و لا حركة "روشة طحن" ولا "ثورة الحريم"...و لما فتحناه هنا كان المقصود إننا هنفتحه مع ناس دماغها مفتوحة و قابلة للتحاور وجزء من المجتمع الموجود بره، الموجود على الأرض. قلنا جايز بعد كده لما واحد يشوف والده مثلا بيشد على أخته من غير داعي يبتدي يفهم إن ده غلط و يكلمه على جنب و بهدوء، لما يلاقي خالته نازلة تقريع في بنتها عشان عايزة تروح سينما مع أصحابها يفهمها إنه عادي و أكيد بنتها هتتعلم حاجة جديدة من الفيلم، لما يبقى زوج و مراته ترجع من الشغل تعبانة ما يقعدش و يخدمها عليه في البيت، لما يكون مدرس يراعي ربنا في تلاميذه الولاد و البنات عشان اللي بيحطه في دماغهم عن نفسهم و عن بعض بيأثر فيهم لفترة طويلة...وهكذا
كان دايما قدام عينينا إن جزء كبير منكم محتاج يشوف الصورة من عيوننا من ناحيتنا عشان توضح أكتر أو تبان بالألوان و الأبعاد الثلاثية و تاخد بعد حقيقي بعيد عن كلام البرامج التليفزيونية وبرامج هالة سرحان. ولما جمعنا نفسنا في عدد كبير كان الهدف مقاومة الفكرة الهدامة فعلا بتاعت "دي حالة فردية يا جماعة" و لفت نظركم عشان نفتح حوار
مجموعة كبيرة أوي كان رد فعلها الآتي: اعتبرت إنها اتزنقت في ركن كعدو محتمل لظاهرة جديدة من نوع "البلوجرات قادمات" و بالتالي
يبقى نهاجم يا رجالة خليهم يتلموا و زي ما واحد كده قالها "يلا يلا بيتك بيتك انتي و هي"...و نعم الحوار الحقيقة
فيه مجموعة تانية كنا متوقعين تفهمها ردت بعنف ...و ده لأنهم شايفين إنهم معانا في خندق واحد مخنوقين من سلطة المجتمع ككل. ودول أنا عن نفسي -وبرغم اللهجة العالية أوي من غير داعي- قادرة أفهم منطقهم وأحترمه كمان، إنما برده مش فاهمة ليه اعتبروا نفسهم اتحطوا في ركن لما اتكلمنا واعتبروا إننا بنكرههم و نهاجمهم هم بالذات برغم إن ممكن ندخل في حوار نحاول فيه نفكك ثقافة المجتمع اللي بتقهرنا مع بعض
المضحك بقى إن ناس من اللي كانوا بيعتبروا نفسهم مختلفين عن بعض و بينتقدوا عنترية بعض أخدوا نفس المواقف
و طبعا فيه العدد القليل اللي سمع و فهم و نقد و طالب بالتطوير و تفادي أخطاء معينة
جزء من نقد - لأ هو لا يرقى لمستوى النقد - المجموعة الأولى كان إنهم اعتبروا اللي اتفتح ده مصطبة ومحدتة للشكوى كده وإننا مش هاننفع بعض ( فيه واحد اعتقد إن بشتيمته بينفعنا أكتر ما أي واحدة نفعت التانية) و حد تاني اتكلم عن الحلول الفردية و إنها أنفع من الحلول الجماعية في الحالات دي، أو إيه يعني شوية ناس ع النت هاينفعوكم بإيه
أولا: افتراض إن أي واحدة كتبت في يوم ليلى واحدة غلبانة أوي و مش عارفة تلاقي لنفسها حلول لمشاكلها جوا البيت فجت تفضفض هنا شوية افتراض خاطئ. الحلول الفردية لا بديل عنها في المشاكل دي و المعارك الصغيرة بتاعت كل يوم بندخلها -بدرجات متفاوتة- ونطلع كسبانين حاجة صغيرة أو كبيرة أو خسرانين...لكن لما نحب نغير في ثقافة عامة عشان مش كل جيل يواجه نفس المشاكل ده مايبقاش بحث عن حلول في المكان الغلط. من الحاجات اللي قريتها فهمت إن الناس دي مش ناس ميتة أو حد دايس عليها قد ما هم شايفين أوضاع غلط غير مبررة عايزين ينهوها بشكل ما. ده غير إن أحيانا كتير الحل الفردي بيلتقي بمشكلة جماعية، مثلا واحدة عندها والدين محترمين بيثقوا فيها و عايزة تشوف مسرحية أو عرض في الأوبرا متأخر شوية أو حتى تنزل مظاهرة و محتاجة واحدة من أصحابها تروح معاها...تلاقي أسر أصحابها هم اللي بيرفضوا واضربت المسرحية وكتير مابتنزلش المظاهرة
ده غير حاجة تانية لاحظتها في الكواليس - والحقيقة كنت واخدة بالي منها من زمان، الخطاب بتاع "وده وقته" و بتاع "لأ في أولويات يا جماعة" و التاني بتاع " البنات واخدين حقهم و زيادة " كل ده مع ضغط الأهل و الثقافة المهيمنة بيضغط على البنت ويفهمها إن ده الوضع الطبيعي و إنها أكيد يا مجنونة يا بتتبطر ع النعمة يا قليلة الأدب و مشروع انحراف عايز يتربى. العوارض دي بتتلاشى لما بتلاقي صديقة لها بتفكر بنفس الطريقة، لما الصوت بيبقى جماعي بشكل ما. وده اللي حصل مع بنات كتير في يوم ليلى رغم إنه ماكانش في حسابنا
محدش قال نبطل نفكر في أي مواضيع تانية عامة أو نستقطع مدوناتنا لمشاكل الأنثى .. ببساطة إذا كنا بنحاول نبني مجتمع أحسن يبقى لازم نبتدي تتناقش في ثقافته الموجودة و اللي استحالة هتتغير في المدى القريب إنما عشان أساسا تتغير في يوم من الأيام لازم تبدأ في لحظة معينة. الحزب الوطني بيحاول يروج لنفسه بالفكر الجديد و بيقولك ندي حصة مقررة من الدوائر الانتخابية للمرأة لضمان تمثيلها بشكل عادل في المجلس و مش عارف إيه. بيتجاهل حقيقة إن التغيير الحقيقي يكون في طريقة تفكير الناس، يكون من تحت مش حصص مقررة من فوق. هو بيتجاهل ده لأنه ساهم طول الفترة اللي فاتت في ترسيخ ثقافة متسلطة ودايرة من تفريغ الظلم على الأضعف. متهيألي من الذكاء إننا نبدأ من المنطقة اللي تجاهلها النظام عشان عارف إنها نقطة ضعفه