دروس مستفادة بعد الحادثة الأخيرة
بعد هوجة التعجيلات الدستورية ما خلصت و الحزب الحاكم والحكومة سجلوا الجون أحب أسجل كام ملاحظة على سير العملية اللي فاتت من باب التذكرة من ناحية ومن باب فهم طريقة شغل النظام من ناحية ثانية، على أمل -من ناحية تالتة - ييجي حد ويفكك طريقة النظام ويهده على دماغهم
أولا: استراتيجية غلوش..غلوش
اعتدنا من الحكومات الرشيدة استخدام أي فرقعة جديدة أوغريبة يشتغل عليها الإعلام بهدف إلهاء الجميع عن مخططات مبيتة واستنفاذ طاقاتهم في التفكير و التحليل والمناقشة والجدال فلا يتبقى منها شيء وقت إتمام المخططات. المهم تتم هذه الاستراتيجية كل مرة بنجاح تام لدرجة أننا نتذكر موضوع "الغلوشة" و ننسى المخططات (مثلا مين فاكر إيه بالضبط اللي كان بيتجهز ساعة حكاية الآذان الموحد؟) ا
أولا: استراتيجية غلوش..غلوش
اعتدنا من الحكومات الرشيدة استخدام أي فرقعة جديدة أوغريبة يشتغل عليها الإعلام بهدف إلهاء الجميع عن مخططات مبيتة واستنفاذ طاقاتهم في التفكير و التحليل والمناقشة والجدال فلا يتبقى منها شيء وقت إتمام المخططات. المهم تتم هذه الاستراتيجية كل مرة بنجاح تام لدرجة أننا نتذكر موضوع "الغلوشة" و ننسى المخططات (مثلا مين فاكر إيه بالضبط اللي كان بيتجهز ساعة حكاية الآذان الموحد؟) ا
هذه المرة -بجانب موضوع هالة سرحان و غالبا ليس للحكومة يد فيه - يتم تمرير موضوع تعييين القاضيات...وبرغم أنه موضوع مهم وتأخر إقراره، إلا أن التوقيت دال جدا. جميع أمورنا المهمة يمسكها النظام ككل ككروت يرمي بها الواحد تلو الآخر في الأوقات الحرجة، الحرجة له وليس لنا بالضرورة، أحيانا يلقي الورقة بهدف تخفيف الغضب عليه وأحيانا لكسب نقاط في الخارج وأحيانا أخرى "للغلوشة" وأحيانا بحسب مزاج الرئيس...وأحيانا لجميع ما سبق
الجميل في الأمر أن النظام تفوق على نفسه هذه المرة وأحسن استغلال الاستراتيجية واستنفاد كل طاقاتها الكامنة، فبدلا من الاكتفاء بالغلوشة من الخارج على الموضوع الأساسي، تم استثمار الموضوع نفسه للغلوشة على نفسه فأثير موضوع المادة التانية للدستور و كل اللغط الذي استتبعه و المادة أصلا ليست مرشحة للتعديل
ثانيا: فرق تسد
تعلمنا في الكتب -بجميع أنواعها وأحجامها- أن الاحتلال الإنجليزي نجح في استخدام استراتيجية "فرق تسد" للسيطرة دائما والحفاظ على على مركز القوة...النظام المصري الحالي يستعمل نفس النظام. ولا أتكلم عن سياساته وألاعيبه وصفقاته مع فصائل المعارضة المختلفة، بل عن اللعب مع الشعب
فأولا هناك طبقة "الكريمة" من ساكني مصر الجديدة حول ثكنات الرئيس وما جاورها (مع التسليم بقصور وخطأ التعميم): ودول شباب محتاجين لهم وبيعملوا شكل حلو للبلد زي ساعة كأس الأمم الأخير كده، فدول بقى يتعمل لهم كرنفال وتظهر فيه السيدة الأولى بشحمها ولحمها من على شرفة قريبة وهي تلوح للجماهير. وعموما أنا مش نكدية ومش كارهة للكرنفلات ولا حاجة بالعكس، إنما وأنا باتفرج كنت بأسأل إزاي هتعمم التجربة في المناطق التانية؟ المناطق الفقيرة؟ خاصة إن السيدة الأولى ظهرت في برنامج على العربية مع جزيل خوري تصر وتؤكد على إن إيديها كل يوم مع الفقراء و المحتاجين من أبناء مصر (ده طبعا مع التسليم بوجود شكل من أشكال الكرنفالات المحلية متمثل في الموالد)ا
أما الطبقات الفقيرة التانية ففي لعبة حقيرة اتلعبت عليها في رأيي، من باب الموازنات و الحسابات : إدي كل طرف حتة يلعب فيها فيفضل الاحتقان موجود و تفضل إنت الآمر الناهي المانح والحامي لكل طرف من أخوه...يبقى نسيب المادة التانية من الدستور زي ما هي، وبالتالي نشوف مسلمين يروحوا يصوتوا عشان الدستور بيرضي "ربنا"، وكمان نحط مادة تمنع قيام أحزاب دينية فتحمس المسيحيين يروحوا يصوتوا عشان القلق من الإخوان...وفي الحالتين يبقى الحال على ما هو عليه ويحافظ النظام على الصورة اللي عايزها بالضبط صمام أمان من الإخوان - للداخل والخارج - وكذلك المتدين الحامي لشرع وكلمة الله
ثالثا: مشهد
لكل مقتنع بعدم فصل الدين عن السياسة أدعوه لتأمل اختلاف شيخ الأزهر والإخوان حول مفهوم الواجب الديني في الاستفتاء واستخدام الطرفين دلائل و حجج من نفس الدين لإثبات وجهة نظر مختلفة
ولا يكفي هنا أن نلتزم بتحليل مبسط للأمور بإدعاء ألا أحد أساسا يحترم أو يصدق شيخ الأزهر الحالي فالإخوان أيضا لا يتمتعون بكامل الثقة، كما أن الكثير ممن يعارضون شيخ الأزهر ويمقتونه رأوا أنه واجب ديني فعلا -بالنسبة لهم- أن يذهبوا ليقولوا "لا" في الاستفتاء ورفضوا المقاطعة التي دعا إليها الإخوان