سينمات وسط البلد في 24 سبتمبر
التدوينة اللي فاتت -على بساطتها-فضلت في دماغي شوية لغاية ماقررت النهاردة أقعد و أكتبها...اشمعنى النهاردة؟ عشان حاجة مهمة جدا حصلت في وسط البلد
امبارح اتفقت غادة معايا إننا ننخرج ونروح سينما، عادي بتحصل كتير. اتقابلنا و ركبنا وطلعنا أول ما طلعنا على سينما هيلتون رمسيس. كل ما نحب نحجز يقولوا لنا استنوا شوية، خمس دقايق..عشر دقايق..نص ساعة..ساعة إلا ربع ..وبعدين: - معلش ياجماعة مفيش حفلات النهاردة
إزاي؟
فيه رسوم زيادة ومش هنفتح النهاردة
مش فاهمين
طيب نعمل ايه؟ لفينا في وسط البلد ..عبد الخالق ثروت ونقابة الصحفييين و يفط الدعايا بطول الشارع لبكري و حجازي. شارع سليمان باشا و طلعت حرب و المحلات و الناس و مكتبة الشروق و آيس كريم العبد و توهان وسط البلد اللي عمري ماهبطله و سؤال أصحاب المحلات على السكة وإيماني إني هاوصل في الآخر ..وماتقلقيش يا غادة:) أنا متعودة على كده
طلعنا على سينما كوزموس و قلنا نلحق حفلة تلاتة. نفس سيناريو الانتظار، شوية وتطوع شاب وراح يسأل إدارة السينما عن الحكاية ، وكانت الإجابة مفيش حفلات النهاردة..وسمعنا كلمة" إضراب" ..إضراب؟ إيه الحكاية؟
عند سينما كريم بقى فهمنا الموضوع. الحكاية إن محافظ القاهرة قرر-إذ فجأة- إنه يفرض ضريبة قدرها جنيه كامل على كل تذكرة سينما تمنها عشرة جنيه. بأمارة إيه؟ كالعادة محدش عارف.
وقفنا شوية عند سينما كريم و لما سمعنا الخبر و سبب الإضراب فرحنا جدا..واتكلمت مع الموظفة هناك و قلت لها كويس ..خليكم على كده و احنا( كان في دماغي المدونين ) والجرايد أكيد هانساندكم, ردت الرد اللي بيخوفني دايما: المهم الزبون نفسه يرفض إنه يدفع الزيادة دي
ردها كان منطقي جداوشفناه الحقيقة ..الواحد من دول بيبقى خارج مع خطيبته و نفسه يتفسحوا و مش هيرفض يدفع اتنين جنيه زيادة في التذاكر، خاصة إنها فرصة يوريها إن إيده فرطة و مايهموش يشبرق عليها-رغم إنه رايح حفلات الصبح مخصوص عشان التخفيض اللي على التذاكر
ما علينا...المهم افتكرت كلام مجدي مهنا في المصري اليوم عن فواتير رجال الأعمال الي بايعوا ودفعوا وحشدوا الفترة الي فاتت واللي لازم تتسدد و بدأ تسديدها فعلا بغلاء أسعار بعض السلع و برده ولا من شاف ولا من دري. بس دي ضريبة، طيب هتروح فين؟ و إزاي تتفرض كده بقرار ديكتاتوري ؟ حتى التسلية هيدَفعوا الناس عليها؟
بالليل العاشرة مساء عرض تقرير عن الموضوع واتفق القائمون على غرفة صناعة السينما إن القرار ده غلط و هيضر صناعة السينما وبعدين محدش استشارهم فيه...لأ و إيه بقى إنه أساسا مش من حق المحليات إنها تفرض ضرايب بقرار من المحكمة الدستورية العليا صادر من سنة 1998. المحافظ عمل اجتماع عاجل مع أعضاء الغرفة وقرر تجميد القرار و رجعت السينمات تشتغل تاني..بعد ما روحنا غادة و أنا في حالة سعادة و انتشاء أكتر بكتير من اللي كانت هتتحقق بمشاهدة أي فيلم
اللي فقع مرارتي ممدوح الليثي و هو بيقول إن اجتماع المحافظ بأعضاء الغرفة بيضرب مثال هايل و نموذج في الديمقراطية مفيش أحسن من كده. يا سلام !فعلا قال يعني اجتمع بهم قبل القرار القراقوشي مش بعد الحرج اللي سببه موقف أصحاب السينمات
الرائع فعلا في الحكاية كلها و غير المتوقع موقف السينمات..إنهم يرفضوا تنفيذ القرارويقفلوا حفلات واحدة و تلاتة ويخسروا إيرادات الحفلات برغم الإقبال عليها يوم السبت، لأ و كانوا مستعدين يكملوا الإضراب لحد ما المحافظ يتراجع عن قراره. الناس فعلا ابتدت تتحرك لوحدها و بمبادرات فردية ويعرفوا إن لهم حقوق و يعبروا عن رفضهم للاستغلال. يعني زي الحكاية دي ما أثبتت -للي انخدع أو كان عنده شك- إن النظام هيفضل زي ما هو فردي و ديكتاتوري وفاسد وإن كل الكلام بتاع برنامج الست سنين اللي جايين كان لزوم الليلة و المولد، أثبتت كمان إن فعلا فيه حراك في الشارع المصري. و الحراك ده مش الحراك السياسي اللي بيتكلموا عنه ديول النظام في كل مكان، لأ ده حراك حقيقي على مستوى الناس و الشارع والحركات الأهلية
رأيي دايما إن التغيير عن طريق القمة أسرع بكتير، وده اللي كان نفسنا يتحقق في "الانتخابات" اللي فاتت. بس اللي حصل امبارح إداني دفعة حماس جامدة و طمني إن التغيير لو ماجاش من فوق أكيد هييجي من تحت لأن الناس ابتدت تتغير فعلا
صحيح ده ممكن ياخد وقت أطول و محتاج صبر و طول نفس بس هيحصل. يعني لو شبهنا عملية تحريك الجمود في الشارع بهدم سد كبير، نقدر نقول أن أول كام طوبة اتشالوا خلاص